مازالت أجهزة الأمن والسلطات القضائية تباشر تحقيقاتها وعمليات التقصي في قضية استخدام مادة المخدر الفاسد "البنج الفاسد" في مستشفيات عمومية ومصحات خاصة لتحديد ملابسات هذه القضية وللكشف عن الجهات المتورطة في توريد هذه المادة وتوزيعها في تونس.

وعلمت "العرب اليوم" من مصادر مطلعة أن المدير العام للصيدلية المركزية الأمين مولاهي  استقال خلال الأيام القليلة الماضية من منصبه بسبب قضية ما يعرف بـ"البنج الفاسد". ولم يتم تعيين مدير عام جديد للصيدلية المركزية لاسيما وأن تحقيقًا إداريًا جارٍ في ما يخص قضية "البنج الفاسد" لتحديد ملابساتها. وكان الأمين المولاهي قال في تصريحات إعلامية سابقة إن استيراد الأدوية من قبل الصيدلية المركزية مطابق لمواصفات الجودة والصلوحية وتعرض على اللجنة العليا للصفقات العمومية التابعة لوزارة الحوكمة ومكافحة الفساد.

وحمّلت وزارة الصحة، ضمنيًا، الصيدلية المركزية مسؤوليتها في هذه القضية وأكدت في بيان سابق لها أن "توريد الأدوية بما في ذلك الأدوية المخدّرة يتم عن طريق الصيدليّة المركزيّة للبلاد التّونسيّة بحكم أنّها المخوّلة دون غيرها قانونيّا باستيراد الأدوية وترويجها في القطاعين العمومي والخاص". وحول آخر المستجدات في هذه القضية أكد الناطق الرسمي باسم المحكمة الإبتدائية في تونس سفيان السليطي في تصريح خاص إلى  "العرب اليوم"، أن التحقيقات في قضية مادة البنج الفاسد جارية لدى الطور الابتدائي في تونس.

وأعلن السليطي أن قاضي التحقيق استمع إلى عدة أطراف من الإدارات والمصالح التابعة لقطاع الصحة، مؤكدًا أن الأبحاث في هذه القضية مازالت جارية. وكانت قضية استعمال مادة بنج فاسد في عدة مصحات ومستشفيات عمومية أثارت جدلًا واسعًا وصل حد اتهام السلطات التونسية بإبرام صفقات مشبوهة.