الانتخابات التونسية


 أثار الإقبال الضعيف على التسجيل في الانتخابات مخاوف المراقبين للساحة السياسية التونسية معتبرين عزوف التونسيين الملحوظ أمام عمليات التسجيل موقفا رافضا لأداء الطبقة السياسية التي أتت بها انتخابات تشرين أول 2011.فبعد أكثر من أسبوعين لانطلاقها، لم يتجاوز عدد المقبلين على التسجيل الــ 70 ألف ناخب وهو ما تسبب في خيبة أمل الهيئة المستقلة للانتخابات التي تسعى إلى تسجيل ما يقرب من مليوني ناخب جديد خاصة من الشباب قبل22 من تموز الموعد النهائي للتسجيل.وكان زهاء أربعة ملايين تونسي سجلوا لانتخابات تشرين أول 2011، من جملة حوالي 8 ملايين يحق لهم الانتخابات.ولئن ألقت منظمات مدنية باللائمة لهيئة الانتخابات في تونس، معتبرة أنها فشلت في حملتها الإعلامية والتوعوية لإقناع المواطنين بضرورة التسجيل في الانتخابات فإن عديد المراقبين يعتبرون أن هذا العزوف يترجم فشل الطبقة السياسية سواء الحاكمة او المعارضة في كسب ثقة المواطنين لا سيما في ظل تفاقم تردي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والأمنية والرفع المستمر لأسعار المواد الاستهلاكية مما أثقل كاهل الشرائح الاجتماعية خاصة الضعيفة منها.فبعد الرفع في أسعار البنزين بدأ منذ منتصف الليلة الماضية العمل بالتعريفات الجديدة لجملة من المواد كالسجائر والمعسّل (الطمباك) ، وبطاقات الشحن للهواتف الجوالة وجملة من الطوابع الجبائية كان أكثرها إثارة الطابع الخاص بعقد الزواج.كما عادت الأعمال الإرهابية لتضرب بقوة أبناء المؤسسة العسكرية، حيث قتل الأربعاء الماضي 4 عسكريين في انفجار لغم شمال غرب البلاد.وشهدت تونس أول انتخابات حرة ومستقلة لها بعد سقوط نظام بن علي في 14 كانون الثاني 2011، باختيار جمعية تأسيسية (المجلس الوطني التأسيسي) أوكلت لها مهام صياغة دستور جديد للبلاد والإعداد لانتخابات عامة ، غير أن البلاد دخلت في أزمة سياسية بلغت ذروتها في تموز 2013 بعد اغتيال معارضين سياسيين وانتشار ظاهرة الإرهاب الذي يستهدف المؤسستين العسكرية والأمنية ، ما دفع باستقالة حكومة الائتلاف الحاكم الذي تقوده حركة النهضة الاسلامية وتشكيل حكومة توافق برئاسة المهدي جمعة.ويخشى المراقبون من أن يؤدي عزوف التونسيين عن المشاركة في الانتخابات إلى صعود طبقة سياسية غير ممثلة بشكل جيد إلى الحكم، وهو ما ينبىء بتواصل الأزمة السياسية بالبلاد ، معتبرين أن العدد الكبير للمترشحين لكرسي الرئاسة يترجم مدى تشرذم الطبقة السياسية بالبلاد، فضلا عن عجزهم إلى حد الآن على تقديم برنامج واضح يستجيب لتطلعات التونسيين .وفد عبرت إلى غاية الآن 20 شخصية سياسية من توجهات سياسية مختلفة عن رغبتها في الترشح لكرسي الرئاسة، أبرزها الرئيس الحالي محمد المنصف المرزوقي، والمعارضان الباجي قائد السبسي وحمة الهمامي ، والأمين العام السابق لحركة النهضة الاسلامية حمادي الجبالي، كما أعلن عدد من رجال الأعمال المالكين لقنوات تلفزيونية ورجل دين سلفي و إمرأة ترشحهم لرئاسة الجمهورية .