القاهرة - العرب اليوم
انطلقت شبكة "we"، الخاصة بـ"الشركة المصرية للاتصالات" التابعة للحكومة، منذ أيام قليلة تعلن عن نفسها كشبكة للهاتف المحمول في منافسة قوية لشبكات المحمول الثلاث الأخرى المعروفة، "فودافون، أورانج، اتصالات"، وبعد قرار تلك الشركات بزيادة أسعار كروت الشحن المدفوعة بنسبة 30%، ما جعل قيمة الكارت المدفوع أقل من سعر البيع، لتقوم المصرية للاتصالات بشبكتها "we"، بضرب هذا القرار في محاولة لاستقطاب الشعب لشراء كارت الشبكة الجديدة، وأيضًا دعمًا للحكومة، وذلك عن طريق عدم زيادة أسعار كروت الشحن.
فإذا كانت الحكومة ترغب فعليًا في مواجهة الاستغلال والغلاء الذي قامت به الشركات الأخرى، فلماذا وافق الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات التابع للحكومة على قرار الشركات الثلاث لزيادة الأسعار، حيث قرر مسؤولي شبكة "we"، عدم وجود أي نية لزيادة أسعار كروت الشحن، وأنه لا توجد قيمة ضريبة مضافة على الكارت، ليكون الكارت فئة العشرة جنيهات بنفس القيمة، وباقي الكروت الأخرى كذلك.
وقالت الشركة في بيان لها، إنها تستهدف بذلك التضامن مع الشعب، لا سيما بعد ارتفاع أسعار كروت الشبكات الأخرى اتصالات وفودافون وأورانج، متابعة أن الشركة ستقدم 30% زيادة على قيمة الكارت، مفسرين ذلك بأن الكارت فئة العشرة جنيهات سيكون عليه هدية 3 جنيهات، موضحين أنه يمكن أن يستخدم في المكالمات أو النت.
ومن جانبه، أكد وائل النحاس، الخبير الاقتصادي، أن ما يحدث من شبكات المحمول وشبكة المصرية للاتصالات الجديدة، هو لعبة كبرى على الشعب المصري، ويجب أن يتصدى لها، حيث إن الشركات الثلاث القديمة تلعب على وتر أن الشعب المصري سيرضى بالأمر الواقع ولن يكون هناك أي رد فعل من جانبهم ولن تتأثر أي نسب للأرباح الخاصة بهم.
وأضاف النحاس، في تصريحات خاصة لـ"المصريون"، أن شبكة المصرية للاتصالات تحاول الآن جذب الشعب المصري لشراء الكارت الجديد، وزيادة أرباح الشبكة الحكومية فقط، بالإضافة إلى أمر آخر وهو أن يقوم الشعب بالعودة من جديد إلى استخدام التليفون الأرضي، الذي أصبح وجوده مثل العدم في الأعوام الأخيرة.
وأوضح الخبير الاقتصادي، أن مصلحة الشبكات الأربعة بما فيهم المصرية للاتصالات هو الربح من المواطن بأكبر قدر ممكن، مشيرًا إلى أن عدم زيادة أسعار كروت الشحن الخاصة بالشبكة الجديد هو أمر مؤقت، وأنه على الشعب المصري أن يتصدى لجشع أصحاب الشركات عن طريق وقف استخدام التليفونات المحمولة في المراسلات.
وفي ذات السياق، كشف خبير تكنولوجيا الاتصالات، حسام صالح، أن مسألة رفع أسعار كروت الشحن، كان من الممكن أن تكون مقبولة حال تحسين مستويات الخدمات التي تصل إلى المواطن فسواء كانت المكالمات أو خدمة الإنترنت، فهنالك العديد من المشاكل التقنية التي يشعر بها المواطن من بطء في سرعات الإنترنت، بالإضافة إلى رداءة شبكات المحمول في بعض المناطق.
وأضاف صالح، أن شبكات المحمول يجب أن تحاول خفض نسبة الربح وتقليل الضريبة الجديدة التي تم فرضها علي أسعار كروت الشحن بفئاتها المختلفة، مشيرًا إلى أن مواجهة الشبكة المصرية للاتصالات هذه الزيادة عن طريق عدم فرض أي رسوم إضافية، أمر يصب في صالح الشعب ولكن بشكل مؤقت، حيث إن الشبكة بالتأكيد ستهدف بعد مسألة جذب المستخدمين إلى الربح عن طريق زيادة الضريبة وزيادة أسعار الكروت كما فعلت الشبكات الثلاث الأخرى.