الجزائر ـ وكالات
حظيت مسرحية "أصفار النار الباردة" من إخراج حيدر بلحسين وتأليف سعيد حمودي بإهتمام الجمهور من محبي الفن الرابع خلال عرضها يومي السبت والأحد بدار الثقافة "عبد القادر علولة" لتلمسان. وتروي هذه المسرحية -التي تعرض لخامس مرة -قصة كاتب وشاعر يدعى "سفرون" والذي يطرح من خلاله المؤلف عدة تساؤلات عن "وضعية الثقافة والفكر العربي والمفكرين والكتاب ورجال الثقافة كنوع من إعادة النظر يكون كنقد بناء للماضي من أجل المضي قدما في الحاضر". وقد تم إستعمال اللغة العربية الفصحى أحيانا واللهجة الجزائرية أحيانا أخرى حيث يتميز النص بعمق قوي ويدفع إلى التفكير مليا حول قضايا فلسفية وثقافية في العالم العربي بشكل عام وقابله أداء بارع لسبعة ممثلين وممثلات شباب. ويعود حيدر بلحسين الذي سبق له وأن أخرج مسرحية "الحلاج" بمناسبة تظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011" بهذا العمل ليكسر كل القواعد التقنية للإخراج المسرحي حيث أوضح لوأج قائلا "لقد حاولت عدم احترام التسلسل الكلاسيكي للكتابة المسرحية وتعمدت ترك الحرية للممثلين لاستيعاب النص والشخصيات التي يتقمصونها ليقدموا أفضل ما لديهم". وتعتبر المسرحية التي أداها كل من أمل منغاد وسامية مزيان وحفيظة بن رازي وإبراهيم جاب الله وأحمد دهام ومحمد الأمين بوسعد وسالم أيت الحاج محاولة في مسرح العبث حيث "يكون للامنطق بدون شك منطق" كما أشير إليه. ويؤدي الممثلون أدوارهم على الركح وسط ديكور بسيط يترك المشاهد يركز على الجوهر والمضمون أكثر منه على "الأمور الجمالية التي غالبا ما تستخدم في العروض المسرحية".