اجتمع الفن التشكيلي مع الموسيقا ورقص الدراويش كما اندغم الصوت مع الصورة والمادة الفيلمية بالحركة في عرض "أفلا.. مشروع تفكير" الذي قدمه على خشبة الأوبرا كل من الفنان التشكيلي بديع جحجاح وفرقة تهليلة وكورال أفلا. ويطمح هذا المشروع البصري إلى مخاطبة العقل لإدراك معنى الوجود وعلاقة الكائن الإنساني بخالقه عبر إعلاء شأن الروح الإنسانية من أجل ترميم النفس وتهذيبها بالفن لمداواة ما أصاب هذا الكائن من شروخ وجدانية ونفسية في رحلته الخاطفة على الأرض متأملا جوهر المسافة التي تقوم على وعي الإنسان بالكون الذي يعيش فيه كروح وجسد في آن معا. ويستند هذا العرض على أربعة مفاهيم اشتقها الفنان جحجاح من النص القرآني الأول هو أفلا تعقلون كرمز للعقل الذي يميز رحلة الإنسان عن بقية المخلوقات والثاني أفلا تتفكرون كرمز للإنسان وانعكاس لتفكيره ومسؤوليته الأخلاقية تجاه الآخر والمفهوم الثالث أفلا تتذكرون كمراجعة لأفعال الإنسان في رحلة عبوره من الحياة إلى الموت أما المفهوم الرابع أفلا يشكرون فيأتي كدلالة على التئام أقانيم العقل والفكر والذاكرة فيما سمي سؤال الندم. وتضمن برنامج العرض فيلما بعنوان تحولات نقطة ولوحة الحالة التي ترافقت مع ظهور الدراويش إضافة إلى افتتاحية أفلا ونشيد طلع البدر وترنيمة كانت حياة.. ثم مجدلة قدوس الله قدوس القوي قدوس الذي لا يموت ارحمنا وتشتمل هذه الاحتفالية الفنية الكبيرة على المزمور رقم 50 بعنوان أرنا يا رب إضافة إلى لوحة صوفية تحمل عنوان كلنا محبة.. لله نصلي فضلا عن لوحة المناجاة ولوحة يا ناس حبو الناس.