دمشق ـ سانا
تتضمن مجموعة معالم للفرح للشاعر فاضل سفان مواضيع مختلفة كتبت بدافع عاطفي غلب عليها الوقوف بوجه الفساد الاجتماعي وتعرية الواقع إضافة إلى القصائد التي خص به ولده ويقف الشاعر في بعض قصائده ضد التلوث الاجتماعي وتبرير الكذب والأعذار والابتعاد عن الخيانة والمتاهات الاجتماعية التي من شأنها أن ترمي بالإنسان إلى المهالك والضياع بعد أن يتخلى عن كبريائه الذي من المفترض أن يتحلى الإنسان بأدنى درجاته على الأقل. يقول في قصيدة القربان: عرفت قدرك فالزم حدك الآنا.. لا عاش من يجعل الأعذار قربانا لي صهوة فوق متن الريح منزلها.. ما كنت أشرعها زورا وبهتانا ولا تزملتها في قامتي شرفا.. على مزاعم من أوفى ومن خان تتحلى قصائد المجموعة بالاعتزاز بالوطن كونه أسمى ما يحب الشاعر فيراه أجمل ما في الدنيا ويرى أشياءه لا تزول فهي قوية بكل ما فيها من فرح وأسى كما أنه تغنى من خلال أبي العلاء المعري بجماليات الوطن فكانت الشام رمز الكرامة وكان أبو العلاء المعري رمز البقاء والإنسانية إذ كتب في قصيدة للمعري يقول فيها: هي الشآم نعيم الخلد يكلؤها.. ما طأطأت رأسها يوما لظلام فكيف تمشي على الأوضار صاغرا.. وكيف تجرع يوما صوت حجام يا صاحب الحفل ما أمليت من حكم.. فغير مجد يروي سحر أقلامي. كما يتعرض سفان في بعض قصائده إلى الغزاة كاشفا جرائمهم وما يقومون به من جور يترك مآسيهم محفورة على مر التاريخ فتأتي القصائد مشحونة بعاطفة مليئة بالسخط والغضب والرغبة بالوقوف بوجه الغاصبين والغزاة الذين يعيشون على خيرات غيرهم ويكرهون السعادة لهم يقول في قصيدة أصوات.. يتقاسم الأوغاد أرضك جهرة.. بين الذهول وغفلة الإحجام زرع الغزاة بعقر دارك غصة.. جارت علة التاريخ والأقوام ويستنهض الشاعر الهمم التي تراجعت قليلا مما سبب إخفاقها وانهزامها أمام شعب حاقد بعث بظلامه لنهب بلادنا كما جرى في فلسطين والعراق فذكر العرب ببلدانهم وعراقتها وبفرسانها وحيادها وكيف كانت تلك البلدان تعيش على المجد والفخار كما جاء في قصيدة الصحوة.. من عهد بابل تستفيض حكاية.. عزفت لها نغما على ميعادي وعلى بطاح القدس أزهر دفقها.. في موسم الفرسان الأجواد. كما تتميز المجموعة بوجود شعر الشطرين وشعر التفعيلة حيث تفرق شعر الشطرين وبدا أكثر نضجا وتطورا لأن من الواضح أن الشاعر كانت بداياته ترتكز على هذا النوع من الشعر حيث تمكن من السيطرة على العاطفة المؤدية لكتابة القصيدة في حين عانت قصيدة التفعيلة عنده من الجفاف والفتور رغم أهمية المواضيع التي ذهب إليها ومن الواضح أنها قصائد كتبت بطريق القصد فغلب عليها أسلوب الطرح والسرد الفني كما في قصيدة الردة.. آن تبدل وجه الريح..تجند رتلا.. من نساك الفرجة خانت ظهر ثراها.. أقعت إثر المحنة وتمكن الشاعر من أسلوبه التعبيري وموسيقاه الشعرية التي تناغمت مع الألفاظ لاسيما في قصيدة الشطرين وتركيبها المتوازن إضافة إلى استخدام الحروف والإشارات بشكل ملائم.. يقول في قصيدة وعد.. سأكتب فيك بعد اليوم شعرا.. بهي اللون يعشقه قصيدي حملت لك الوداد وأنت وجه.. نقي اللون شف به وريدي ومن عبق الفرات جمعت طوقا.. إلى عينيك يحمله بريدي يذكر أن الكتاب من منشورات اتحاد الكتاب العرب ويقع في 137 صفحة من القطع المتوسط.