القاهرة ـ العرب اليوم
صدر للكاتب الصحافي أسامة السعيد كتاب جديد تحت عنوان "ما قبل السقوط.. كواليس قصر العروبة"، عن سلسلة كتاب اليوم التي تصدرها مؤسسة أخبار اليوم، يكشف الكتاب للمرة الأولى أسرارًا تتعلق بالسنوات الثلاث الأخيرة في حكم الرئيس السابق حسني مبارك، والتي قضاها المؤلف يغطي شؤون رئاسة الجمهورية كصحفي ومندوب لجريدة "الأخبار". يؤكد المؤلف أن وجوده داخل قصر الرئاسة كصحافي سمح له بمتابعة عن قرب للكثير من الوقائع التي تكشف ما كان يدور في المطبخ السياسي، من ترتيبات، وكثير من تلك الكواليس لم يعرف طريقه إلى النشر. ويقول الكاتب في مقدمة كتابه الصادر منتصف يناير الجاري "إن السنوات الثلاث التي قضيتها وراء جدران القصر الرئاسة، ومتجولاً في مختلف أنحاء مصر، وبعض الدول العربية والأجنبية في الجولات الخارجية للرئيس السابق حسني مبارك، ربما كانت الأهم في كل سنوات حكمه الثلاثين، ليس فقط بحكم ما شهدته من أحداث، وإنما أيضًا – وربما هذا هو الأهم - بحكم ما احتوته من تحديات وتحركات وأيضًا أخطاء عجلت بنهاية رجل، كان من الممكن أن يدخل التاريخ من أوسع أبوابه، فإذا به يدخل قفص الاتهام على سرير طبي!.. وحولته من واحد من أطول الحكام بقاءً في السلطة، إلى أول "فرعون" يحاكمه شعبه!" ويضيف الكاتب: "كان هدفي من إصدار الكتاب هو ألا أكون كاتمًا لشهادة، أو شيطانًا أخرس، فقد شاء القدر لي أن أكون شاهدًا ولو على جانب يسير من تاريخ مصر، وربما من الخيانة لأمانة القلم والمهنة والضمير ولحكمة القدر أيضًا ان أكتم ما لدي، وربما يكون ما لدي لا شيء إذا ما قورن بحقائق الأمور، أو بما لدى آخرين ممن آثروا الصمت وآووا إلى الظل بإرادتهم، كل ما أحاول أن أقدمه هو إحداث "ثقب" في جدار الصمت الذي يفصلنا عن كثير من الحقائق، وقد يغضب ما تتضمنه تلك الصفحات البعض، وقد يرضي البعض الآخر، لكنني – مخلصًا- لا أسعى إلى إرضاء طرف ما، أو إثارة غضب طرف آخر، إنما فقط أحاول أن ألقي نقطة نور في بحر من الظلمات، فيرضى من يرون النور بعد طول ظلام، وليغضب من يريدون أن يبقى الظلام". يشمل الكتاب أربعة فصول، الأول بعنوان " في قصر العروبة"، ويكشف فيه الكاتب العديد من اسرار تعامل النظام السابق مع الصحافة، وكيفية اختيار الحفيين لتغطية شؤون الرئاسة، والإجراءات الأمنية التي تتبع معهم، وكيفية تعامل قيادات القصر الرئاسي مع الصحفيين. ويكشف الفصل الثاني بعنوان "وراء الكواليس" عن الكثير من الأسرار التي لم تنشر من قبل، ومن بينها لقاء سري لمبارك بعيدا عن التغطية الإعلامية خرج فيه عن صمته في الكثير من القضايا، وفجر العديد من المفاجآت، كما يروي الفصل بعض الأحداث المثيرة التي وقعت على هامش التغطيات لنشاط الرئيس السابق، والتي لم تنشر من قبل. ويتضمن الفصل الثالث وهو بعنوان "بداية النهاية" العديد من الوقائع الخطيرة لتدخل جمال نجل الرئيس السابق في قرارات مصيرية، ومحاولته فرض السيطرة على والده، ويقدم الكاتب عددًا من التدخلات لجمال في شؤون الرئاسة، ومرافقة والده سرا في العديد من الزيارات الخارجية، واللقاءات الجانبية التي كان يعقدها "الوريث المنتظر" مع رجال السياسة الأمريكية، وكيف أنه خصص لنفسه مكتبا في الرئاسة لعقد لقاءات مع كبار المسؤولين،وبخاصة الأمريكيين منهم، الذين كانوا يزورون الرئاسة، وبعض تلك اللقاءات معه كانت تطول بأكثر مما تستمر بين المسؤولين وبين والده. أما الفصل الأخير من الكتاب بعنوان "أيام الرحيل" فيتضمن وقائع لم تنشر من قبل عن الأيام الأخيرة لمبارك قبل رحيله عن السلطة، والارتباك داخل قصر الرئاسة، والزيارات الغامضة لبعض المسؤولين العرب إلى قصر الرئاسة والتي طلب مسئولوا الرئاسة وقتها عدم نشرها.