القاهرة ـ أ.ش.أ
«كلمة السر» الكتاب الأهم حول حياة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، فهو يضم المذكرات التي كتبها مبارك بنفسه في الفترة ما بين يونيو 1967 وحتى أكتوبر 1977، سجل وكتب المذكرات محمد الشناوي، وتحرير وتقديم عبد الله كمال، صدر الكتاب عن دار نهضة مصر للنشر والتوزيع، في أكتوبر 2013، ويقع في 351 صفحة، وثلاثة عشر فصلًا. يظهر على غلاف الكتاب صورة الرئيس الأسبق بالأبيض والأسود، يرتدي فيها الزي العسكري، وله نظرة ثاقبة للأمام. يبدأ الكتاب بمقدمة لمبارك وهي عبارة عن نسخة من مذكراته المكتوبة بخط يده، وموقعة بمحمد حسني مبارك نائب رئيس الجمهورية، وهي عن حرب أكتوبر المجيد والنصر، وتأتي بعده مقدمة عبد الله كمال تحت عنوان: الهزيمة ليست قدرًا والنصر ليس صدفة. وبعدها مقدمة مبارك وتأتي تحت عنوان "كلمة السر.. صِدام" ويقول فيها: إنه كتب هذه المذكرات بدافع مسئوليته تجاه المواطن المصري، والقوات الجوية والقوات المسلحة المصرية، ومسئوليته تجاه التاريخ الذي يُحتّم عليه عرض الحقائق على الجميع. الفصل الأول يحمل الفصل الأول عنوان "دمروا طائراتنا.. وأخطاءنا" ويقول فيه مبارك: "أكلني الغيظ والكمد، كنت استغيث بجهاز اللاسلكي في طائرتي لكن الجهاز لا ينطق.. لا أحد يسمعني، لا أحد يسعفني.. حتى ولو بأطيب التمنيات". والفصل الثاني بعنوان "معجزة ضخمة أم أكذوبة كبرى" يحكي فيه مبارك عن تحول الطيران الإسرائيلي إلى "وهم كبير" في عقول الإسرائيلين أنفسهم، قبل أن يكون وحشًا خرافيًا طائرً بالنسبة للإنسان العربي. فيما يعرض الفصل الثالث أخطاء القوات المسلحة في حرب 67، والتي قال عنها مبارك "إن الصواريخ والقنابل الإسرائيلية لم تدمر فقط طائراتنا، بل دمرت وأحرقت أيضًا كل ما يعوق سلاحنا الجوي من فكر عسكري متخلف وأخطاء في التخطيط وإهمال في التنفيذ". بينما الفصل الرابع وعنوانه: "كشف حساب الهزيمة" يتحدث فيه مبارك عن أقسى ما تواجهه النفس البشرية وهو الاعتراف بالخطأ، وكان الهدف من الاعتراف بالخطأ وضع خريطة دقيقة وأمينة لأحداث يوم لن يُنسى في حياة الأمة العربية أمام الأجيال المقبلة من المقاتلين. ويحمل الفصل الخامس عنوان: "عودة الروح والمعرفة" ويسرد فيه مبارك أن الجنود كانوا ملء بطاقة الأحرار في استعادة ما فقدوه لكي تعود إليهم الروح، ويبنوا أنفسهم من جديد، وتجاوز إحدى أهم نقاط التقصير التي تسببت في هزيمة يونيو بالتسلح بالمعرفة. الفصل السادس والفصل السادس "مديرًا للكلية الحربية"، يقول فيه مبارك: "كان من أهم ما نستطيع به إثبات وجودنا كمقاتلين عصريين هو الاستعداد الكامل لملاقاة العدو، ثم منافسته في الميدان الذي كان يطنطن بأنه تفرد به وحده، ألا وهو ميدان البحث العلمي في مجال الحرب الجوية". جاء الفصل السابع تحت عنوان: "مطارات في كل مصر" ويؤكد فه مبارك أن عملية زيادة المطارات المصرية إلى العدد المطلوب سلاح جوي له ظروف السلاح المصري وعليه واجباته، وأنها كانت من أروع الملاحم التي كتبها الشعب المصري في تاريخه الحديث. ويعرض مبارك في الفصل الثامن "جامعة "حرب الاستنزاف" ما فعلته القوات المسلحة المصرية في ست سنوات من 1967 إلى 1973 لتنقل السلاح الجوي المصري من النقيض إلى النقيض قدرةً تدريبًا ومهارةً وفكرًا وتنفيذًا، وكيف تحققت هذه المعجزة. ويسرد مبارك في الفصل التاسع "محاور النصر" لتغيير عقيدة القتال في الجيش المصري لتصبح "السلاح بالرجل وليس الرجل بالسلاح" ووفق هذا المبدأ تم تدريب المقاتل المصري فهو لا يقاتل رغبة في العدوان، بل لصد العدوان عن أرضه وعرضه، وهو مقاتل مؤمن جزاؤه الحقيقي النصر على عدوه وردعه عن العدوان. الفصل العاشر يحمل الفصل العاشر عنوان "الموضوعية وخداع النفس" ويقول فيه مبارك: "دخل سلاحنا الجوي معركة أكتوبر 73 مُحملًا بأوزار ضربتين جويتين 56، 67 خرج على أثرها من المعركة قبل أن تُتاح له فرصة لإثبات وجوده وقدراته.. وإذا كان الدواء من جنس الداء فإن استرداد سلاحنا الجوي للثأر من العدو ودفاعه عن شرفه العسكري يجب أن يبدأ من نقطة محددة لا بديل عنها.. الرد على العدوان بنفس القوة". أما الفصل الحادي عشر "كما لو أنها بيرل هاربر جديدة" فيحكي فيه مبارك كيف داهمت قواتنا المصرية جيش إسرائيل بينما كان يلهو في سكون عيد الغفران. ويعرض مبارك الفصل الثاني عشر "تقرير عن البطولات للعملية صِدام" التي كانت بداية الحصاد الطيب، لشجرة مباركة، ووضع رجال القوات الجوية المصرية بذرتها عقب معارك 5 يونيو وتعهدتها بالرعاية القائمة على الاستفادة من دروس النكسة والتزود بالعلم. ويطالب مبارك في الفصل الثالث عشر والأخير "خير أجناد الأرض" بوقفة أمام التاريخ ليس فيها افتعال أو تصنُع، قائلا: "فأمام الموت وأمام التضحية بالنفس لا بد من وقفة إجلال أمام موقف لا يُنسى لبعده الإنساني أولًا ومدلوله الحضاري والقومي ثانيًا". وتأتي الخاتمة تحت عنوان: "كلمة أخيرة" ويقول فيها مبارك "باسم قواتنا المسلحة التي تحمي سماء مصر.. أقولها لكل جنرالات إسرائيل.. لسنا مثلكم طلاب حرب لذات الحرب ولكننا طلاب سلام عادل.. قادرون عليه بإذن الله وإرادة الشعب".