باريس ـ أ ش أ
"الإمبراطورية المصرية" هو العنوان الذي أطلق على المجلد الثاني من مجموعة "التاريخ والحضارة" التي يقدمها جاك لو جوف، في فرنسا، والمكرس لعصر الدولة الحديثة (فى الفترة من 1500-1000 قبل الميلاد). وتشهد الفترة التي يتضمنها المجلد الفرنسي الجديد، الغزوات العسكرية والإشعاع التجاري الذي وضع مصر في قلب العالم منذ فجر التاريخ، ويعرض المجلد الاكتشافات الأثرية في وادي الملوك، حيث الشخصيات الأسطورية من الأسر الحاكمة الثلاث الكبرى (الثامنة عشر، والتاسعة عشر، والعشرون) لا سيما تحتمس الثالث، وأمنحتب الرابع، توت عنخ آمون ورمسيس الثاني، وأيضًا الملكات النساء وبينهن نفرتيتي، وحتشبسوت. ويشير المجلد الفرنسي الجديد إلى أن الآثار الفرعونية الفريدة من نوعها في مصر لها بعد مزدوج، سواء البعد الخلاب وأيضًا الحميمية، حيث تعكس صور عائلية لأمنحتب الرابع، ونفرتيتي وبناتهم الست تعكس روح العاطفة (الأسرية) خلال تلك الحقبة. ويسلط الكتاب الفرنسي الضوء على مقابر وادي الملوك التي أشار إلى أنها تكشف أن العمال الذين قاموا على تشييدها استخدموا وسائل التعبير الخاصة بمصر (آنذاك) خاصة أوراق البردي والرسومات التي تغطي الجدران والتي تعكس الحياة الاجتماعية. ويوضح أن روعة المقابر تلك تستحضر مباشرة قوة مصر خلال عصر الإمبراطورية الحديثة، وانطلاق تجارتها الدولية مع شبه الجزيرة العربية وكريت وقبرص، وتوسع حدودها الجغرافية إلى السودان، وسيناء وسوريا، ومواجهتها مع الإمبراطورية الحيثية آنذاك التي صارت أراضيها تركيا حاليًا، وهنا وقعت في عصر رمسيس الثاني معركة "قادش" التي استخدمت فيها لأول مرة في التاريخ الدبابات (عام 1278 ق.م)، كما تم بعد ذلك التوقيع على أول معاهدة سلام في التاريخ. ويكشف الكتاب الفرنسي أن المحفوظات الدبلوماسية الفرعونية أصبحت منذ ذلك الوقت بمثابة المرجع لمنطقة شرق البحر المتوسط، كما سمحت أيضا بإنشاء التسلسل الزمني العالمي.