القاهرة ـ العرب اليوم
بحثا عن الذات، وسؤال الموت، والحيرة، ورحلة الشك للوصول لليقين، بكل هذه الأفكار والحيرة وضع الروائى أشرف الخمايسى روايته "منافى الرب" الصادرة عن دار الحضارة للنشر، والتى وصلت إلى القائمة الطويلة لجائزة الرواية العالمية "البوكر" فى نسختها العربية ودورتها السادسة 2014. بدأت روايته بمحاولة الكشف عن سبب أزمة الإنسان الوجودية، والحيرة بين شهوات الجسد وتغلب مطالب الروح، وفى أثناء كل ذلك كانت الموت حاضرا فى معظم مشاهد الرواية. وتطرقت الرواية أيضا إلى الخطاب الدينى المشوَّش والعاجز عن تلبية أسئلة العامة، ونقده بالسُّخرية من الشيخ علوان وابنه الشيخ مزيد، وتكشف عن أزمتنا الراهنة، فترجعها إلى التواطؤ والخيانة، كما تجلَّت فى صورة خذلان الأعراب لطومان باى، ونكثهم لعهد الأمان الذى أعطوه له، فقدموا رأسه لبنى عثمان، مرورًا بحكَّام البلاد أنفسهم الذين تقاعَسُوا عن خيرات البلاد وتركوها فريسة للمحتل الذى اكتشف فيها ما لم يره أهل البلاد أنفسهم. وأبرز الروائى عبر أحداث روايته إيجابيات المرأة فينفى عن المرأة أنها هى سبب طرد آدم من الجنة إلى منفاه الأرضى، فهنا تصبح المرأة – الحب والنَّجَاة من المنفى وليس المؤدى إليه كما قال الرَّاهب يوأنس «لو وجد أحدنا امرأة تحبه ما ألقى بنفسه فى منافى الرّبّ» (ص299) أو ما جسَّدته صورة المرأة الجميلة خلف ظهر المُعزّى على الفرس وحين سأله «حجيزى» عنها، قال «إنها حبيبتى» ثمَّ ما أكَّده «وهل من الممكن أن أبلغ رسالتى من غير حب امراة؟». ويريد الروائى أن يؤكد من خلال روايته أن الهروب إلى منافى الرب ليس أكثر من مجرد وهم، صنعه الإنسان فى عقله فقط، ولو بحث عن الحب لاغتنمه من مباهج الدنيا التى أعرض عنها، مؤكدا أنه لابد من التحرر من عبوديتنا لأوهامنا حتى لا نموت ونحن أحياء.