دمشق - سانا
التنظيم الإداري وسبل تطويره كتاب للباحث رسلان علاء الدين يقدم فيه دراسة أكاديمية معمقة لمفهومي التنظيم الإداري والتطوير التنظيمي ونشأة وتطور هذين المفهومين ومظاهر التخلف التنظيمي وسبل مكافحتها. يبين الباحث علاء الدين في كتابه الصادر عن دار رسلان للطباعة والنشر والتوزيع والذي يقع في 278 صفحة من القطع الكبير أن مفهوم التنظيم هو حديث نسبيا رغم أن الحضارات الإنسانية المتتالية قد مارسته وحققت من خلاله الإمبراطوريات الغابرة نجاحات اقتصادية وعسكرية كبيرة إلا أن تحديد هذا المفهوم والتعمق في دراسته يعود إلى حقبة حديثة نسبياً. يبحث الكاتب في نظريات التنظيم لكشف التيارات والاتجاهات الفكرية والإدارية المتباينة في تفسير مفهوم التنظيم وتحديد أبعاده حيث ان كل نظرية تمثل وجهة نظر معينة وترتكز على جانب محدد وتقوم بتفسير محدد حيث قسم الباحث كل نظرية إلى مجموعات تحتوي على عدة نظريات فرعية يهدف من خلالها إلى توضيح الظواهر المنهجية لبحثه. وبين علاء الدين أن النظريات الكلاسيكية في التنظيم مثلتها مجموعة من الرواد فالنظرية البيروقراطية التي قدمها ماكس فيبر كانت أبرز إسهاماته في تقديم فكرة هيكل السلطة والتي تكشف أن المنظمات تتضمن علاقات للسلطة تمنح بعض الأفراد حق إصدار الأوامر إلى الآخرين حيث تخضع المستويات الأدنى للأعلى في هيكل السلطة إضافة إلى شرح الأسس التي تعتمدها نظرية الإدارة ونظرية مبادئ الإدارة. أما النظرية السلوكية في التنظيم فرأى الباحث أنها ركزت على الفرد ودوافعه وعلاقته مع الآخرين ومجموعات العمل غير الرسمية وأثرها في العمل التنظيمي وكانت هذه النظرية دعوة لتصحيح بعض الأفكار الخاطئة في النظرية الكلاسيكية موضحاً ما يتفرع عن هذه النظرية بشكل دقيق. كما بحث علاء الدين في مفهوم وظيفة التنظيم وتقديم التعاريف المختلفة التي وضعها الباحثون لهذه الوظيفة وتحديد الفوائد التي تجنيها المنظمة من هذه الوظيفة ذات الأهمية البالغة. كما تناول البحث النشأة التاريخية لمفهوم التطوير التنظيمي مع تحديد أهم المراحل وأهم الشخصيات التي ساهمت بجهودها في تشكيل هذا الحقل من علم الإدارة واستعراض عدد من التواريخ المختلفة لمفهوم التطوير التنظيمي مع محاولة صياغة تعريف لمفهوم التطوير التنظيمي حسب رؤية معد البحث. ويبحث علاء الدين أيضاً في مفهوم التخلف التنظيمي مع تبيان نسبية مفهوم هذا التخلف وتعدد وتداخل الأسباب المؤدية لنشوء حالات التخلف التنظيمي في المنظمات التي تتجلى من خلالها حالة هذا التخلف مع تقديم اقتراحات توضح كيفية معالجة مظاهرها المختلفة. وذهب الباحث علاء الدين إلى التركيز على بعض الاستراتيجيات المهمة القابلة للاستخدام في حقل التطوير التنظيمي كإستراتيجية إعادة الهندسة الإدارية وإستراتيجية بناء مصفوفة الأداء المتوازن. وفي الكتاب بحث عن البعد النظري لقياس مستويات الأداء المصرفي حيث يقاس هذا الأداء بالنظر إلى مقارنته مع منظمات أخرى في نفس المجال أو مع أداء المنظمة في أعوام سابقة أو مقارنة الأداء مع التوقعات أو بمنظومة المعايير والمقاييس المعتمدة. ويرى الباحث أن الطرق المتبعة لتقييم الأداء يجب أن تتجلى في وضع مجموعة من الأهداف ومن ثم تقسيمها إلى أهداف بعيدة ومتوسطة وقصيرة الأمد وترجمة هذه الأهداف إلى خطط وبرامج محددة بجدول زمني متضمنة معايير معينة للإنجاز تتم عملية التقييم. كما بحث علاء الدين في إنشاء وحدات التطوير التنظيمي في المصارف ودور التطوير التنظيمي للنشاط المصرفي بالتطبيق على حالة المصرف التجاري السوري حيث قسم البحث إلى مجموعة من المراحل وفق دراسة منهجية تطبيقية بسبب أهمية المصرف التجاري السوري ولكونه حقلاً خصباً لتطبيق نظريات التطوير التنظيمي في هيكله ونشاطاته.