عمان ـ بترا
قال الباحث الدكتور جاسر العناني ان العنف انفعال نفسي تبدو آثاره على ملامح الانسان وأعضائه خصوصا الجوارح يستخدم فيه الانسان المنفعل أسلوب القوة الزائدة عن المعتاد في التعامل مع الأخرين كوسيلة الى تحقيق هدف من الأهداف, أو بدون هدف وقد يصدر بالفطرة أحيانا. واضاف خلال امسية نظمها فرع رابطة الكتاب الاردنيين في الزرقاء مساء أمس في قراءة نقدية لكتاب الشاعر والمفكر حسن منصور الموسوم ب ( ثقافة العنف ) الصادر حديثا عن دار أمواج في عمان ويقع في 286 صفحة من القطع الكبير ويحتوي على تسعة فصول، ان الكتاب يتعرض الى ثقافة العنف التي تنشأ نتيجة ممارسته في المجتمع كثيرا، حيث ينتج عن ذلك تعود الناس عليه، ما يؤدي الى نشوء اعتقاد بين الناس أن العنف طريقة ناجحة لحل المشاكل أو الحصول على الأشياء وتحقيق الأهداف، فيتحول من ممارسة فردية مستهجنة الى ثقافة ذات مفاهيم متداولة يقتنع بها الناس وتتناقلها الأجيال كأنها قيمة من قيمهم الثقافية. وأشار الى ان الكتاب يبحث مصادر العنف، اذ يؤكد ضرورة البحث عن تضاريس المجتمع الذي يظهر فيه العنف، والتقلبات الاجتماعية التي تؤدي الى هذا الاحتقان أو التراكم الذي يتفجر على شكل ظاهرة العنف، اذ يحذر الكتاب من تحول الحوادث العنيفة الى متكررة وتشترك فيها الجماعات والأفراد على حد سواء. وبين أن الكتاب يؤكد أن علاج مشكلة العنف يحتاج الى جهود ونفقات تبذلها الدولة لتغيير أوضاع المجتمع، والقضاء على أسباب العنف المتأصلة واحلال ثقافة التسامح بدلا منها، اضافة الى علاج فعلي للحوادث الجزئية والفردية بمعاقبة مرتكبيها وتأهيلهم وجعل القانون هو المرجعية الوحيدة لهذه الحلول. وأشار الى أن الكتاب يؤكد أهمية دور الأسرة في تربية الفرد، وتنمية قيم التسامح وتهذيب الانفعالات للوصول الى انسان قادر على الحوار وتقبل الأخرين واحترام ارائهم. من جهته قال مؤلف الكتاب الشاعر حسن منصور "إن مشكلة العنف هي حديث الساعة ومحط الاهتمام بسبب ما يدور من أحداث مؤلمة سواء داخل مجتمعنا أو حولنا، مشيرا الى أن أهم نقطتين في الموضوع هما الخوف من ترسخ العنف بصفته ثقافة متداولة سواء على صعيد القناعة الفكرية أو في المجال العملي، وكذلك أن يعتقد بعض الناس ـ استناداً إلى ذلك ـ أن العنف هو الوسيلة الفضلى لتحقيق أهدافهم أو الوصول إلى حقوقهم.