لندن- كاتيا حداد
كانت "نيسان" هي أول شركة تصنيع رئيسية تقدّم سيارة كهربائية عملية وعالية الجودة إلى بريطانيا. وبعد أقل من عقد من الزمان، نما هذا الخيار بسرعة لتصبح نيسان واحدة من المنافسين في هذه الشريحة الصغيرة والمتنامية، ويمكننا الآن مقارنتها بعدد من المنافسين الممتازين.
تمثل السيارات الكهربائية نسبة ضئيلة من جميع السيارات المباعة، ونسبة أصغر من السيارات الموجودة على الطريق بالفعل. ولكن بالنسبة للمشترين المتاح لهم الوصول العملي إلى مرافق الشحن، فإن تكاليف تلك السيارات وتقليص الأثر البيئي يجعلها خيارًا جذابًا للغاية، وتقدم نيسان السيارة "2018 Leaf"، وهي سيارة الجيل الثاني الهاتشباك ذات الخمسة أبواب مع بطارية 40 كيلووات والتي ستأتي بنسخة مُحسّنة تقدم حوالي 60 كيلووات وزيادة متناسبة في نطاق القيادة، على ان يتم إطلاقها في وقت لاحق من هذا العام.
إن الاستجابة الدائمة للسيارات الكهربائية هي عدم اليقين بشأن مصدر الكهرباء التي تستهلكها. من أين تأتي، وما هو الوقود المستخدم، وهل يتسبب في ضرر بيئي؟ كلها أسئلة تأتي إلى أذهاننا.
وتشير صحيفة "تلغراف" البريطانية إلى ان الكهرباء في المملكة المتحدة تتولد من عدد من المصادر. نصفها (49.37 في المائة) من الغاز، وخُمسها (20.47 في المائة) من المفاعلات النووية، وأكثر من العشر (11.86 في المائة) من الطاقة الشمسية. وحوالي 5.58 في المائة هو من الفائض النووي الفرنسي إلى حد كبير.والباقي يشمل الفحم (1.55 في المائة) والرياح (1.64 في المائة) الضخ الكهرومائي (1.36 في المائة) (0.22 في المائة) الكتلة الحيوية (6.02 في المائة) ومدخلات صغيرة من هولندا (1.86 في المائة). وهذا يعني أن إجمالي المساهمة المتجددة في الشبكة، بما في ذلك طاقة الرياح والطاقة الكهرومائية والطاقة الشمسية، تبلغ حوالي 13 في المائة.
وربما يبتهج البعض بفكرة الهاتشباك التي تعمل بالطاقة النووية، لكن عليك ان تدرك أيضًا أن سيارتك التي يفترض أنها خالية من الانبعاثات ما زالت تعتمد على الوقود الأحفوري، وبينما يعد الغاز الطبيعي أحد أنظف الأنواع، فإن تضمينه ابالسيارة يعني كمية مفاجئة من ثاني أكسيد الكربون لكل ميل.
تستمد الهاتشباك الكهربائية طاقتها من بطارية ليثيوم-أيون 40 كيلوواط موصولة بموتور كهربائي بقوة 147 حصانا و236 رطل-قدم من عزم الدوران، مع مدى شحن كهربائي كافٍ لقطع مسافة 378 كيلومتر حسب المعايير الأوروبية، وستكون ليف بحاجة إلى 16 ساعة لتشحن بطاريتها بالكامل من قابس منزلي 3 كيلوواط وإذا ما كان القابس 6 كيلوواط فستشحن خلال 8 سماعات، أما في حال شحنها عبر محطات الشحن السريعة فستشحن من الصفر وحتى نسبة 80% خلال 40 دقيقة وحسب.
تأتي ليف الجديدة بمجموعة متميزة من التقنيات، أبرزها "بروبايلوت" للقيادة الذاتية وهو نظام يقود السيارة ذاتيا على سرعات تتراوح بين 30 إلى 100 كيلومتر، كما يمكنه توجيه المركبة لإبقائها بمسارها أو استخدام المكابح لتخفيف سرعتها أو إيقافها تمامًا، وإلى جانب ذلك فهنالك تقنية بروبايلوت بارك والتي تُستخدم فيها الموجات الصوتية لاستشعار مواقف الركن لتركن نفسها ذاتيا بالمساحة الفارغة.
التقنية الأخرى المثيرة للاهتمام بليف 2018 هي “الدواسة الإلكترونية”، وعند ضغط السائق عليها تتسارع السيارة، إيقاف تسارعها، تخفيف سرعتها، إيقافها تمامًا، وكل ذلك يتم عبر دواسة واحدة، إلا أن دواسة المكابح ستظل متوفرة لكن نيسان ترى أن استخدامها سيكون محدودًا للغاية.
الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، فالجيل الجديد لليف يتميز بنظام التدخل الذكي لإبقائك على المسار، تنبيه مغادرة المسار، مكابح الطوارئ الذكية التي تفعل نفسها ذاتيا عند وجود خطر ما، تنبيه البقعة العمياء لتلاشي الاصطدامات من مواقع لا تراها بعينك، التعرف على إشارات المرور وإبرازها لك بعدادات القياسات، تنبيه مرور المشاة خلف السيارة، نظام مراقبة ذكي بـ 360 درجة بالكاميرات.
تصميم الخارجية حصل على تغييرات جذرية مقارنة بالجيل السابق، حيث لدى الهاتشباك الكهربائية الجديدة شكل أكثر رشاقة، خطوط أنيقة تنساب على جسدها، مصابيح أمامية وخلفية جديدة، شبكة أمامية على شكل V، أما المقصورة فباتت أكثر رقمية ورُقيًّا واتساعًا عن ذي قبل، ويتضمن ذلك فرشًا جديدًا وشاشة نظام ترفيه 7 بوصة تدعم آبل كاربلاي وأندرويد أوتو، وكذلك عدادات قياسات رقمية.
كل ذلك سيجعل نيسان ليف الجديدة كليًا قادرة على الصمود أمام تيسلا موديل 3، وربما حتى تتابع تربعها على عرش أكثر سيارة كهربائية مبيعًا في العالم