دمشق-سانا
محطات في النقد واللغة وتاريخ الأدب كتاب للدكتور عادل الفريجات يتضمن مجموعة من المحاضرات المتنوعة أعدها المؤلف لمؤتمرات وملتقيات في سورية والوطن العربي إضافة إلى بحث متشعب عن النقد الأدبي والصورة الفنية المرئية باعتبار أن زماننا هو زمان الصورة المتحركة التي تنقلها أجهزة التلفاز من أقاصي المعمورة فتجعل من عالمنا الواسع الشاسع قرية صغيرة.
ويشير الكتاب الى أن الصورة الفنية الجامدة قديمة وعريقة قدم الفن التشكيلي وعراقته ولكن الصورة المتحركة حديثة العهد نسبيا وهي بنت السينما والتلفاز والكمبيوتر موضحا أن للصورة أشكالا وتجليات فثمة صورة فوتوغرافية تطابق الأصل وهناك صور شعرية أداتها اللغة او الكلمة وصور الرسم القائم على التعبير عن المحيط .
ووفق المؤلف فإن أشكال النحت التي تحاور الكتلة الصلدة الصماء قد تحولها إلى قصائد تدهش النفوس وتخلب الألباب وهناك الصورة الفنية المتحركة والناطقة والتي تحولت من خلالها القصص والروايات الأدبية إلى مشاهد سردية فيها من الفن سمات كثيرة وذلك من خلال السينما والتلفاز.
وأشار الدكتور الفريجات في كتابه إلى العلاقة بين الرسم والشعر في أكثر من مستوى فثمة قصائد سميت بقصائد الصور مستشهدا ببيت الشاعر المعري الشهير عن وصف الليل عندما قال “ليلتي هذه عروس من الزنج .. عليها قلائد من جمان”.
ولفت الفريجات إلى أن العولمة أو الكوكبة أو الكوننة مصطلح ينطوي على دلالات مختلفة وأشكال متعددة فثمة عولمة اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية وتقنية وتعني اندماج أسواق العالم في حقول التجارة والاستثمارات المباشرة وانتقال رؤوس الأموال والقوة العاملة والثقافة ما يفضي إلى تعميم نمط حضاري يخص بلدا بعينه على العالم أجمع .
ولفت الفريجات إلى أن العولمة تنطوي على تهديد للهويات الثقافية للشعوب أو محاولة تذويبها في النموذج المقترح مبينا أن أول من أطلق مصطلح العولمة هو عالم الاجتماع مارشال ماك لوهان في نهاية عقد الستينيات من القرن العشرين وتنبأ بأن أمريكا ستخسر الحرب في فيتنام لأنها تحولت إلى حرب تلفازية لا تسمح بمواصلة قصف ذاك البلد دون نتائج سلبية على القوة القاصفة.
وفي الكتاب قراءات عن عدد من الشعراء أمثال الشريف الرضي والبحتري والمتنبي وشفيق جبري وأبي فراس الحمداني اقتصرت على بعض العرض لأفكار هؤلاء الشعراء بشكل مبسط دون الاعتماد على أي منهج أدبي إضافة إلى أثر هؤلاء الأدباء وتأثرهم ببعضهم.
وبين الفريجات أنه لا مراء في أن الوضع اللغوي الجاري على ألسنة أبناء العروبة اليوم يعاني من الأزدواجية في الأداء والتعبير وتتمثل بالفصحى والعامية وإذا كان ثمة اتفاق على مفردات الفصحى وطرق الأداء فيها ومراعاة قواعد النحو والصرف في تعابيرها فإن العامية ليست كذلك فهناك عاميات مختلفة ومتباينة
بالمفردات والتراكيب وطرائق النطق والتعبير تختلف من إقليم لآخر بل ربما تختلف في البلد ذاته.
ورغم عنوان الكتاب فإنه لا يمت إلى النقد بصلة وما هو إلا عبارة عن بعض وجهات النظر التي جمعها الكاتب دون اعتماد على أسس ومرتكزات أو دلائل تدل على وجود نهج نقدي أو بحثي فما هو موجود يشي بوجود صفحات قرئت على منابر ضمن دوائر خطابية ومرت في كتاب مع قراءة ضعيفة الوجود والبناء.
والكتاب من إصدار الهيئة العامة السورية للكتاب ويقع في 152 صفحة من القطع الكبير.
الجدير ذكره أن الدكتور عادل الفريجات ناقد أدبي وباحث في التراث العربي وله ثمانية عشر كتابا مطبوعا ونشر الكثير من الدراسات النقدية والمقالات في الصحف وشارك في العديد من المؤتمرات الأدبية والعلمية في سورية والوطن العربي ودرس في جامعة دمشق أكثر من ثلاثين عاما.
محمد الخضر