صدرت للشاعر العُماني حسن المطروشي مجموعة شعرية رابعة بعنوان "لديّ ما أنسى" عن مؤسسة الانتشار العربي، ضمت المجموعة 25 نصا تفعيليا وعموديا . ولعل بعض عناوين قصائد المجمعة تقدّم تصورًا مبدئيًا عن الأفق الجمالي والأسلوبي الذي يتحرّك فيه الشاعر: "الغائب"، "السرير"، "سمِّيني عواصف"، "ألفة مجازية"، "سقوف الليل"، "أحلام هرمة"، "مقامات"، "ضجر" . المطروشي يُعد فعلا من أبرز شعراء جيله في المشهد الشعري العماني، هذا الجيل الذي يرصد الباحثون بداية نشأته منذ تسعينات الألفية الماضية . وقد استطاع المطروشي أن يشق لنفسه طريقه الخاص وأسلوبه الفريد محققا في مشروعه الشعري مزاوجة ناضجة واعية بين ثقافة التراث العربي الأصيل الذي ينطلق المطروشي من مرجعيته الراسخة، وثقافة العصر التي تستند إلى قيم الحداثة الأدبية وتقنيات الكتابة الجديدة . وحمل المطروشي قصيدته منطلقا من حدود وطنه ليشق طريقه بثبات في فضاء المشهد الشعري العربي متسلحا بوعي عميق ورصيد ثقافي واسع وموهبة شعرية لا يختلف عليها اثنان، حيث حصد العديد من الجوائز الشعرية وشارك في الكثير من المهرجانات والفعاليات الشعرية والثقافية داخل بلده وخارجها . وكانت قد صدرت للمطروشي ثلاث مجموعات هي: "فاطمة" 1996 و"قَسَم" 1997 . و"وحيدا . . كقبر أبي" 2003 . في ما يلي مقطع من قصيدة "سماء نحاسية": "فارغ الجيب من كل شيء سوى صوتك القرويّ أهرِّبه من عيون المدرّب في ثكنة الجيش ثم أخبئُه كالرصاصة أو صورة لصديقيَ "هتلر"