القاهرة - كونا
أكد الكاتب الكويتي الفائز بجائزة (البوكر للرواية العربية 2013) سعود السنعوسي انه بصدد اصدار قصة جديدة خلال الشهرين المقبلين لكنه لم يفصح عن اسمها.
وقال السنعوسي في ندوة بعنوان (شهادة روائية) في إطار فعاليات الدورة ال46 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب المقام حاليا انه انتهى من كتابة روايته الجديدة التي سيتم اصدارها خلال مدة لا تتجاوز شهرين.
واستعرض خلال الندوة التي أدارها الكاتب الصحفي ايهاب الملاح الظروف التي صاحبت كتابته لرواية (ساق البامبو ) وكيف تناولت موضوع البحث عن الهوية في الكويت وردود الأفعال التي كان يتوقعها وفوزه بجائزة البوكر للرواية العربية.
وقال ان كتابة الرواية أخذت منه عاما كاملا منذ مايو 2011 حتى مايو 2012 وتدور أحداثها بين الكويت والفلبين لتتحدث من خلال حياة الراوي ذي الهوية المزدوجة التي تتجلى في اسمه (هوزيه/عيسى) وهو ابن لأب كويتي وأم فلبينية.
واضاف السنعوسي "كنت دائما أفكر في نظرة الآخرين لنا وأبحث عن اسبابها حتى تجلت فكرة الرواية لأكون أنا الكويتي وأنا الآخر في آن معا" مبينا ان اختياره الفلبين عوضا عن دول أخرى آسيوية جاء نتيجة لتميز ملامح وجوه أهل تلك البلاد والتي ستكون سببا في تميز بطل الرواية.
كما تحدث عن ردود افعال القراء والنقاد على روايته الاولى (سجين المرايا) وكيف استفاد منها في كتابة روايته (ساق البامبو).
يذكر لجنة تحكيم جائزة البوكر للرواية العربية وصفت رواية (ساق البامبو) بأنها "محكمة البناء وتتميز بالقوة والعمق وتطرح سؤال الهوية في مجتمعات الخليج العربي" واعتبرتها أفضل رواية تنشر خلال سنة 2012.
وتسلط الرواية الضوء على عدد من القضايا الاجتماعية حيث تطرح في أحداثها البسيطة شكلا والعميقة في بعدها الانساني تساؤلات نقدية بشأن تداخل الدين والثقافة والعادات والتقاليد عند العرب.
وتدور أحداث الرواية حول شاب ولد من خادمة فلبينية تعمل لدى عائلة كويتية غنية ذات مركز اجتماعي كبير أحبها (راشد) النجل الوحيد للعائلة وتزوجها خفية عن أهله.
وتتناول الرواية كيف تعاملت الاسرة بعد معرفتها بسر الزواج والطفل وكيف أصرت الجدة والأخوات على أن يتخلى (راشد) عن زوجته وطفله ذي الملامح شرق آسيوية لأنه وحسب المجتمع الكويتي يشكل عارا للطبقة الغنية المعروفة.
ويسافر (عيسى) أو (هوزيه) مع أمه الى موطنها لينشأ نشأة فقيرة في الفلبين منتظرا ان يأخذه أبوه الى الجنة (الكويت) كما وصفتها له أمه له وفيما هو ينتظر ويتقدم في العمر يعيش هوزيه باحثا عن هويته ودينه وعن وطن يحتويه.
وتحصد حرب الخليج في عام 1991 روح (راشد) والد (هوزيه) لكنه يذهب الى الكويت عن طريق (غسان) صديق والده ليجد نفسه في عالم غريب ومختلف حيث تجدد جدته رفضها قدومه وهو كبير كما رفضته وهو صغير بل وتعامله كأنه عامل لديها يعيش في ملحق بمنزل والده.
ويكتشف (عيسى) أن له أختا من أبيه تدعى (خولة) تكن لها الجدة محبة كبيرة وتحاول (خولة) ما استطاعت أن تدخل أخيها في العائلة الا ان (عيسى) كان يشعر بالوحدة بسبب عدم اعتراف عائلته به وعدم مخالطتهم اياه او سماحهم له بمشاركتهم في أعيادهم ومناسباتهم.
وعاش (عيسى) صراعا نفسيا فهو لم يتعرف على دينه بسبب الفكرة الخاطئة التي وصلته عن الاسلام وبعض الداعين له ولم يعتبر ان الكويت وطنه لعدم شعوره بجو العائلة والأمان.
وتشير الرواية الى قرار العائلة طرد (عيسى) من البلاد بعد أن فضح سر العائلة بأن لها ابنا فلبينيا وكيف استسلم (هوزيه) للأمر الواقع وعاد الى الفلبين حيث لا جذور له كما (ساق البامبو).
يذكر الكاتب السنعوسي نشر سابقا أيضا قصة (البونساي والرجل العجوز) وحصلت على المركز الاول في مسابقة القصص القصيرة التي تجريها مجلة العربي الكويتية مع قناة (بي.بي.سي) العربية.
كما اصدر السنعوسي روايته الأولى (سجين المرايا) عام 2010 وفازت بجائزة ليلى العثمان لإبداع الشباب في القصة والرواية في دورتها الرابعة.