رام الله ـ وكالات
بعد مجموعة شعرية وحيدة، صدرت عام 2007 في رام الله، وروايتين، صدرت للكاتبة والشاعرة مايا أبو الحيات مجموعتها الشعرية الجديدة موسومة بـ"تلك الابتسامة.. ذلك القلب" عن "دار راية للنشر" في حيفا. وتُهدي مايا مجموعتها إلى "محمود أبو سمرة.. وأسنان الحليب". ومحمود طفل فلسطيني شهيد من غزة، تزيّن الغلاف ابتسامته التي كانت سببا في كتابة القصيدة. وعلقت الشاعرة الشابة على هذه المجموعة لـ: "هذا الديوان تحديداً هو إقتراح شعري جديد سواء من حيث اللغة أو الموضوعات. ديوان حضر فيه الأطفال بشكل بارز والمسكوت عنه في حياة الأمهات". وأضافت: "قدمت فيه فلسفتي الخاصة بالشعر الحديث وهو إيصال رسائل تصل إلى الجميع بدرجات وعي مختلفة". وتابعت: "وهو خاص كذلك لاستئثار محمود بإبتسامته على مشهد الغلاف، تلك الإبتسامة التي حضرت قوية رغم فعل غيابه، هذا عمل لمحمود وابتسامته ولأطفال آخرين ضحكاتهم لاتزال تملأ شوارع المدارس والحي، والغرف". وعن دور تجربة الامومة الخاصة بها في التعرف على هذه المشاعر وقد صارت الآن أماً أجابت: طبعاً، الأمومة كانت على الدوام شيء مقدس يتم تسويقه على أنه من الأشياء التي لا يمكن المس بها كوني أم لثلاث أطفال وإمرأة تفتحت أمامي أبواب جديدة للوعي بهذا المفهوم الكبير "الأمومة". وأضافت: "أنا هنا أعيد رؤية أمهات مررن أمامي كلهن بصورة واحدة هي "الأم" لأكتشف أنني أتكلم عن نساء كثيرات ومشاعر وشهوات وحسرات ميتة أيضاً". وأشارت الشاعرة لدور المشاهد المأساوية من جرائم في سورية وغزة في هذا الديوان قائله: "الكم الهائل للفقدان والدم والتنكيل للأطفال والجرائم في غزة والمتواصلة في سورية، كانت لها حضورها الطاغي على قصائدي وأنا أحاول أن أمسك بتلك اللحظات الأخيرة التي مرت عليهم قبل الموت البطيئ أو السريع الذي ألم بهم". وتواصل الشاعرة في عملها الجديد تقديم نص منغمس في الواقع من دون ان يتخلّى عن التحليق بجناحيْ الحلم، ساخراً أحيانًا، وناقداً أحيانًا أخرى، نصًّا قائما على التكثيف الذي يعيد مونتاج الأحداث والوقائع المألوفة لخلق دلالات جديدة ومجازات غير مستهلكة. كما في قصيدة "أحلامه للسنة الجديدة"، مثلًا، التي تكتب فيها: سيشتري قميصًا فاقع الالوان مرفوع الياقة مثنيّ الكتفين سيؤثّثُ بيتًا من "الأميركية للآثاث سيزرع الحديقة بالورد الجوري وتم السمكة والباكونيا... وحين ينتهي سجنه الإداري الثالث على التوالي سيشتري حبّتين من الشكولاته غالية الثمن ويأكلهما وحده. عبر قوس واسع من الموضوعات وثيمات الكتابة، في نصوص تتماس مع الواقع بقوة من دون أن تستنسخه، تقدم مايا أبو الحيّات اقتراحها الجماليّ، وتضع نصّها بثقه بين مجايليها في الكتابة الفلسطينية الجديدة. قصائد تمتلئ بتفاصيل أمهات وأطفال، يعايشون الفقدان والخسارات والوجود والصخب والشهوة. تتوزع فيه الإبتسامات حتى وإن كانت إبتسامات راحلة. كتاب يريد أن يقول أن الإبتسامة هي كل ما يبقى من تلك القلوب الدافئة التي تغيب.