القاهرة ـ أ.ش.أ
صدر ضمن مكتبة الاسرة كتاب " تراجم سيدات بيت النبوة "رضى الله عنهن" تأليف الدكتورة عائشة عبد الرحمن، التى نحتفل بذكرى وفاتها غدا حيث توفت عائشة عبد الرحمن عن عمر ناهز 86 عاما في يوم الثلاثاء الأول من ديسمبر عام 1998. تقول الدكتورة عائشة عبدا لرحمن هذه الطبعة ليست من قبيل الاعادة لطبعات سابقة من تراجمي لسيدات بيت النبوة رضى الله عنهن بل تجديد لها وتمحيص وتنقيح وتهذيب اذ توالت طبعاتها في بيروت في سفر جمع لاجزائه الخمسة المتفرقة في طبعات اولى لدار الهلال ثم دار المعارف بالقاهرة وقد عز على والكتاب يطبع في بيروت ان توقف عن النمو والتمحيص ولم يتح لي ان اراجع تجاربه المطبعية رغم الحاحى على ضرورة هذه المراجعة للاستدراك. وأضيف إلى مادته جديدا مما وقفت عليه فيما اتابع من دراسات اسلامية. وتوثيق المرويات ،واضافت الى مصادري من اصول لم تكن ميسرة لي من قبل والسيدات المترجم لهن في هذه الطبعة هن اللواتي سبق ان ترجمت لهن في خمسة اجزاء مستقلة. وينقسم الكتاب/ 752 صفحة من القطع الكبير/ إلى خمسة أجزاء الأول عن / أم النبي /حيث صحبتها في بيتها وميراثها ونشأتها بمكة في جوار البيت العتيق وزواجها من عبد الله بن عبد المطلب زين الشباب الهاشمي وحملها وترملها ووفاتها وامومتها الخالدة لسيد البشر الذي نراه في هذه الدراسة لامه ابنا بارا يضع الجنة تحت اقدام الامهات. والثاني / نساء النبي/ صلى الله عليه وسلم ترجمت فيه لامهات المؤمنين رضى الله عنهن بما يجلو ملامح شخصياتهن وحياتهم في البيت الكريم سكن المصطفى وملاذه ومأواه بقدر ما اجتليت فيه شخصيته زوجا قدوة وبشرا رسولا. والجزء الثالث/ بنات النبي/ في بيتهن الاول ثم في الحياة الزوجية لكل منهن ومن خلال هذا العرض الدقيق لسيرتهن وشخصياتهن تجلت شخصية المصطفى مثلا أعلى في ابوته لبنات أربع ولدن جميعا قبل المبعث في بيئة فتنت بالبنين. وبهذه الاجزاء الثلاثة كان لي حظ التدبر والدرس لهذا الجانب من سيرته ابنا بارا وزوجا حيث القدوة وابا ، ثم تابعت ميراثه الطيب في والجزء الرابع/ السيدة زينب عقيلة بني هاشم بن الامام على كرم الله وجهه من ام ابيها الزهراء رضى الله عنها فصحبتها في حياتها الحافلة من من مهدها في البيت النبوي وزواجها من عبد الله بن جعفر الطيار رضى الله عنهما ومع ا بيها الامام على كرم الله وجهه في مشاهده وبلائه بالفتنة الكبرى ثم مع اخيها الامام الحسين رضى الله عنه في رحلة الموت الى كربلاء ومشهدها مصرعه ومصارع آهل آل النبي على الساحة المشئومة ثم فى موكب الاسرى والسبابا من بنات النبي وموقفها المشهود الذي ارق ضمير امته الى اليوم. والجزء الخامس /السيدة سكينة /بنت الامام الحسين رضى الله عنهما صحبتها فيه من طفولتها فى بيت أبيها الامام وفى دوامة الاحداث الشرسة التي بلغت ذروتها الفاجعة يوم الطف ثم في حياتها الزوجية والاجتماعية ، وهي الحياة التي راجت فيها مقولات خاطئة ضالةلم تصح في منطق ولا في تاريخ . وتمنت بنت الشاطئ فى ختام المقدمة ان تكون هذه الطبعة الجديدة لتراجم سيدات بيت النبوة رضى الله عنهن اقرب الى ماارجو من تمحيص واتقان. والدكتورة عائشة عبد الرحمن ، التى ولدت في مدينة دمياط بشمال دلتا مصر في منتصف نوفمبر عام 1912 ،هي أول امرأة تحاضر بالأزهر الشريف، ومن أوليات من اشتغلن بالصحافة في مصر وبالخصوص في جريدة الأهرام، وهي أول امرأة عربية تنال جائزة الملك فيصل في الآداب والدراسات الإسلامية. وقد التحقت بجامعة القاهرة لتتخرج في كلية الآداب قسم اللغة العربية 1939 ، وكان ذلك بمساعدة أمها فأبيها كان يأبى ذهابها للجامعة، وقد ألفت كتاب بعنوان الريف المصري في عامها الثاني بالجامعة، ثم تنال الماجستير بمرتبة الشرف الأولى عام 1941 . وتزوجت أستاذها بالجامعة الأستاذ أمين الخولي صاحب الصالون الأدبي والفكري الشهير بمدرسة الأمناء، وأنجبت منه ثلاثة أبناء وهي واصلت مسيرتها العلمية حتى نالت رسالة الدكتوراه عام 1950 م وناقشها عميد الأدب العربي د. طه حسين. وبنت الشاطئ كاتبة ومفكرة وأستاذة وباحثة ونموذجًا للمرأة المسلمة التي حررت نفسها بنفسها بالإسلام، فمن طفلة صغيرة على شاطئ النيل في دمياط إلى أستاذ للتفسير والدراسات العليا في كلية الشريعة بجامعة القرويين في المغرب، وأستاذ كرسي اللغة العربية وآدابها في جامعة عين شمس بمصر، وأستاذ زائر لجامعات أم درمان 1967 م والخرطوم، والجزائر 1968 م، وبيروت 1972 م، وجامعة الإمارات 1981 م وكلية التربية للبنات في الرياض 1975- 1983 م. وتدرجت في المناصب الأكاديمية إلى أن أصبحت أستاذاً للتفسير والدراسات العليا بكلية الشريعة بجامعة القرويين بالمغرب، حيث قامت بالتدريس هناك ما يقارب العشرين عامًا. ساهمت في تخريج أجيال من العلماء والمفكرين من تسع دول عربية قامت بالتدريس بها، قد خرجت كذلك مبكرًا بفكرها وقلمها إلى المجال العام؛ وبدأت النشر منذ كان سنها 18 سنة في مجلة النهضة النسائية، وبعدها بعامين بدأت الكتابة في جريدة الأهرام فكانت ثاني امرأة تكتب بها بعد الأديبة مي زيادة، فكان لها مقال طويل أسبوعي، وكان آخر مقالاتها ما نشر بالأهرام قبل وفاتها بخمسة ايام . وكان لها مواقف فكرية شهيرة، واتخذت مواقف حاسمة دفاعًا عن الإسلام، فخلّفت وراءها سجلاً مشرفًا من السجالات الفكرية التي خاضتها بقوة؛ وكان أبرزها موقفها ضد التفسير العصري للقرآن الكريم ذودًا عن التراث، ودعمها لتعليم المرأة واحترامها بمنطق إسلامي وحجة فقهية أصولية دون طنطنة نسوية، وموقفها الشهير من البهائية وكتابتها عن علاقة البهائية بالصهيونية العالمية. ومن أبرز مؤلفاتها هي: التفسير البياني للقرآن الكريم، والقرآن وقضايا الإنسان، وتراجم سيدات بيت النبوة، وكذا تحقيق الكثير من النصوص والوثائق والمخطوطات، ولها دراسات لغوية وأدبية وتاريخية أبرزها: نص رسالة الغفران للمعري، والخنساء الشاعرة العربية الأولى، ومقدمة في المنهج، وقيم جديدة للأدب العربي، ولها أعمال أدبية وروائية أشهرها: على الجسر.. سيرة ذاتية، سجلت فيه طرفا من سيرتها الذاتية، وكتبته بعد وفاة زوجها أمين الخولي بأسلوبها الأدبي.