القاهرة – العرب اليوم
يحاول الباحث مختار شعيب في كتابه "خريف الإرهاب والفوضى الجديدة"، الإجابة عن عدة أسئلة أبرزها السبب وراء توجيه الاتهامات للعرب والمسلمين فقط عندما يقع حادث إرهابي، منذ أحداث 11 أيلول /سبتمبر 2001، وما تروجه وسائل الإعلام الغربية بأن الحضارة الإسلامية والإسلام ومن ثم منطقة الشرق الأوسط، هي مركز صناعة الإرهاب وتنظيماته في العالم.
ويكشف عن وجود 40 دولة تؤوي تنظيمات إرهابية أو تصدر السلاح لها أو تمولها، ويتناول الكتاب مفهوم الإرهاب ونشأته وتطوره في العالم في مرحلة ما قبل الحرب العالمية الثانية وبعدها خاصة ما عرف بالإرهاب الأيديولوجي والإرهاب الصهيوني، ثم يتطرق الكاتب لمرحلة تزاوج الإرهاب والسياسة أثناء الحرب الباردة، وحتى الآن وهي المرحلة التي يطلق عليها الكاتب خريف الإرهاب. كما يحلل الكاتب العلاقة الوثيقة بين خطط وسياسات صناعة الفوضى الهدامة التي أطلقتها الإدارة الأمريكية منذ بداية الألفية الثالثة والتنظيمات الإرهابية الجديدة كتنظيم القاعدة وداعش وغيرهما.
ويتناول الكتاب في الفصل الرابع جهود مكافحة الإرهاب في العالم محللًا إستراتيجيات دول مثل مصر والولايات المتحدة والدول الغربية في هذا المجال، مع استعراض جهود الأمم المتحدة والإستراتيجية العربية المشتركة وفي الفصل الخامس والأخير يتناول الكاتب أبرز معوقات مكافحة الإرهاب ومنها مشكلة تنازع القوانين والاستخدام السياسي للظاهرة والخلاف حول سبل العلاج وضعف الإرادة السياسية.
واعتبر أن دراسة تاريخ وتطور ظاهرة الإرهاب توضح أنها ظاهرة موجودة لدى العديد من الشعوب والثقافات وليست مرتبطة بثقافة أو شعوب معينة، كما لم تؤد نهاية الحرب الباردة إلى نهاية ظاهرة الإرهاب وتحديدًا ظاهرة الاستخدام السياسي للإرهاب، وأن ظاهرة الإرهاب سوف تميز السنوات المقبلة من القرن الحادي والعشرين، خاصة إذا استمرت الظروف غير العادية بالنسبة لكثير من الشعوب والتمييز والكيل بمكيالين في المسائل الدولية، ويؤكد ذلك تقارير لجنة الأمم المتحدة، والذي جاء فيها أن تصاعد الصراعات العرقية والقبلية والدينية وتدفق الأسلحة المتقدمة على الأسواق العالمية، قد يجعل الإرهاب أكثر وحشية في ظل وجود أكثر من 390 تنظيمًا إرهابيا يمارس أنشطته وفقًا للدراسة في 63 دولة.