بغداد – نجلاء الطائي
صدر حديثًا عن دار المأمون للترجمة والنشر في وزارة الثقافة والسياحة والآثار كتاب بعنوان "بين السياب وبريفير"، باللغة الفرنسية ترجمة الدكتورة سداد أنور الأستاذ في كلية اللغات جامعة بغداد. ويأتي هذا الكتاب ضمن الدراسات المقارنة التي تتناول الأثر الغربي على الأدب العربي الحديث ودور الترجمة في هذا المجال، ونقاط التشابه والاختلاف بينهما فالشاعران بريفر والسياب من شعراء الحداثة، إذ وظف بريفير كل ما هو يومي للتعبير عن الواقع وبخاصة أحداث الحربين العالميتين أما السياب فقد كان لوجعه نقطة الانطلاق للتعبير عن معاناة الآخرين هذا من ناحية الكتاب أما ناحية المواضيع فقد كان للمطر دورا بارزا في كتاباتهما التي وإن كانت لا تخلو من مرارة الواقع الأليم لكنها تحمل في طياتها الأمل بغد زاهر للأجيال المقبلة.
ويعدّ هذا المطبوع فريدًا من نوعه على الرغم من عنوانه الذي يثير التساؤل كيف قام الباحث بالجمع بين كاتبين يبدو للوهله الأولى لا علاقة تربطهما غير أن الدراسة تبين عمق التواصل وثيقة بين الكاتبين رغم البعد المكاني، فضلاً عن كشف خفايا كون السياب قد ترجم قصيدة لبريفير ضمها كتابه "قصائد من الشعر العالمي".
لكن هذه المقارنة بين الكاتبين جعلتنا نجد علاقة جديدة تربطهما ألا وهي الترجمة وما يميز السياب هو الحداثة في الشعر أما جانب الترجمة فهو مجهول لدى القارئ فقد ترجم السياب قصائد لشعراء من العالم أجمع وتعقيباً على المقولة "لا يترجم الشعر إلا شاعر" ترجمة السياب لقصيدة بريفير مطابقة للمضمون ولكنها مختلفة بالشكل ولا تمت للنص الفرنسي بصلة بما في ذلك العنوان الذي استبدله السياب بعنوان آخر يدل على مضمون القصيدة. وجاءت الترجمة بطابع الشعر العربي الحديث والأسلوب الشعري والتنظيمي والتي لا يختلف على نسبها إليه، صحيح إن الترجمة هي إعادة كتابة النص الأصلي لكن مع الحفاظ على روح النص أما في حالة السياب فإن ترجمته تقترب من التأليف أكثر من كونها مجرد عملية نقل.