بغداد ـ نجلاء الطائي
صدر حديثًا عن دار الشؤون الثقافية العامة، كتاب " أطباء بغداديون متميزون، في القرنين 6و7 الهجري/12و13 الميلادي"، للأستاذ الدكتور صباح إبراهيم الشيخلي، والكتاب يقع في 112 صفحة، تضمن تعريفاً وافيًا لأساتذة الطب في العصر العباسي المتأخر، موضحًا إنَّ القرن العشرين شهد ظهور دراسات جادة وكثيرة عن الأطباء العرب، ومع ذلك فإنَّ تأريخ الصناعات الطبية والمشتغلين فيها لا يزال قليلاً، لاسيما أن المعروف عن أطبائنا التراثيين لا يتعدى جزءاً يسيراً ممَّا وصلوا اليه.
وبيّن الدكتور الشيخلي أنَّ الحديث عن الطب والأطباء البغداديين ذو عمق تأريخي يبدأ مع نشأة بغداد، كعاصمة للخلافة العباسية في منتصف القرن الثاني الهجري/الثامن الميلادي، وقد وقع الاختيار على القرنين السادس والسابع الهجريين/الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين زماناً لبحثي، لدحض النظرية التي ذهب إليها المستشرق الألماني مايرهوف، من أنَّ هذين القرنين اتسما بالركود العلمي، وانعدام البحث والتأليف العلمي.
وضم الكتاب عدّة فصول شملت أطباء بغداديون أهمهم أمين الدولة بن التلميذ، وابن التلميذ، الطبيب البغدادي أوحد الزمان أبو البركات هبة الله، الطبيب البغدادي مهذب الدين بن النقاش، مُعرّفًا بجهودهم في الصناعات الطبية، وما قدموه من إنتاج متميز في العلوم والمعارف، حيث كانوا أعلام وهم مصدر المعرفة الإنسانية بآفاقها الواسعة.
وقدَّم الكتاب ثلاثة أجيال من أطباء متميزين تعلم على أيديهم جيل آخر لتنتقل المعلومات والمهارات الطبية من جيل إلى جيل، مختتما ذلك بوصايا الطبيب موفق الدين عبد اللطيف البغدادي التعليمية والتربوية للاطباء المستجدين، أو أولئك الراغبين بدراسة الطب، وأوضح الكتاب الرحلة العلمية للأطباء البغداديين في العصر العباسي الذي شهد تطورًا وتميزًا واسعاً في مجال الطب والظواهر العلمية والتي كانت المنبع لحركة التقدم الطبي، فكان لكلِّ مرحلة ما يميزها في الممارسة والإنتاج.