مقبرة شهداء القوات المسلحة

بتوجيهات من جلالة الملك عبدالله الثاني، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وتكريماً لشهداء القوات المسلحة “الجيش العربي”، أعيد تأهيل مقبرة شهداء القوات المسلحة ، في منطقة أم الحيران، وإجراء أعمال الصيانة لها. وكان جلالة الملك قد أصدر، بعد اطلاعه على تقارير حول الوضع الذي آلت إليه المقبرة في الفترة السابقة نتيجة الإهمال والعبث والاعتداءات على محتوياتها، توجيهاته السامية إلى الديوان الملكي لإعادة تأهيل المقبرة والاهتمام بها وحمايتها من الاعتداءات، تقديراً لشهداء الوطن وتخليداً لذكراهم العطرة في الذاكرة الوطنية. وأطلع أمين عام الديوان الملكي الهاشمي، رئيس لجنة متابعة وتنفيذ مبادرات جلالة الملك، يوسف حسن العيسوي، يرافقه أمين عمان الكبرى عقل بلتاجي، ومندوب رئيس هيئة الاركان المشتركة، مساعده للقوى البشرية اللواء الركن حامد القرالة، اليوم الأحد، على أعمال الصيانة وإعادة التأهيل التي تم إنجازها في المقبرة، التي تضم رفات 228 من شهداء معركة الكرامة الخالدة ومعارك أخرى خاضتها القوات المسلحة. وقام الديوان الملكي الهاشمي وبالتنسيق مع القيادة العامة للقوات المسلحة وامانة عمان الكبرى، بتنفيذ أعمال الصيانة وإعادة التأهيل والتطوير التي شملت ترميم القبور ووضع شواهد بأسماء الشهداء عليها، وإقامة لوحة شرف لأسماء الشهداء، وتأهيل مداخل والساحات الخادمة للمقبرة، وزرعها بالأشجار وتزويدها بنظام ري حديث، إضافة إلى أعمال الصيانة والدهان وتبليط ساحاتها وممراتها. كما شملت أعمال إعادة التأهيل للمقبرة، التي هي حزء من مقبرة أم الحيران شرقي العاصمة عمان وتبلغ مساحتها حوالي 4 دونمات، رفع أسوارها الخارجية والمحيطة بها، وتركيب بوابات حديد، وتحسين مداخل المقبرة، وتزويدها بنظام إنارة وغرفة استعلامات وسجل للزوار، بما يضمن حمايتها والحفاظ عليها. وأكد العيسوي، في تصريح لوكالة الأنباء الأردنية “بترا”، بحضور محافظ العاصمة خالد أبو زيد وعدد من كبار ضباط القوات المسلحة ، وأعضاء من مجلس أمانة عمان أنه وما تناهى لمسامع جلالة الملك ما يحدث لمقبرة شهداء الجيش العربي في أم الحيران، من خرق لحرمتها وعبث وإهمال، حتى أمر جلالته ببدء العمل فورا للقيام بأعمال الصيانة الشاملة والترميم للمقبرة ومرافقها، بما يحفظ هذا الإرث التاريخي والوطني لشهداء قضوا في سبيل الوطن والذود عنه. وأضاف ان توجيهات جلالة الملك في هذا الإطار جاءت اجلالا واكبارا للشهداء ودمائهم الزكية التي رووا فيها ثرى الوطن وارض فلسطين، وتخليدا لمكانتهم في الذاكرة الوطنية. وأوضح أن كوادر الديوان الملكي الهاشمي والقوات المسلحة الاردنية وامانة عمان الكبرى، بدأت فور صدور التوجيهات الملكية بالعمل على تنفيذ أعمال الصيانة والترميم وإعادة التأهيل، التي شكـّلت قيمة إضافية للحفاظ على المقبرة كصرح من صروح العز والكرامة الوطنية. وأشار العيسوي إلى أن العديد من ذوي الشهداء زاروا المقبرة عقب الترميم وسرهم ما اضيف اليها من تطوير يليق بكرامة الشهيد، بعدما أصبحت تضم شواهد لجميع القبور ولوحة شرف لأسماء جميع الشهداء، تخليداً لهم. وقال بلتاجي إن شهداء الجيش العربي المصطفوي لهم علينا حق تضحيتهم بأنفسهم في سبيل عزة الوطن وكرامته، مشيرا الى ان كوادر الامانة عملت ليل نهار عقب التوجيهات الملكية لاعادة الالق الى مقبرة شهداء القوات المسلحة ضمن أعمال داخلية وخارجية شملت مرافقها وساحاتها. ولفت إلى أن أعمال الترميم والصيانة، التي نفذتها كوادر هندسية مختصة، تمت وفق أعلى المواصفات وروعي فيها أدق التفاصيل وأبرزها أسماء الشهداء التي كتبت على اضرحة الشهداء وعلى لوحات رخامية في مقدمة المقبرة. وأعرب مدير التوجيه المعنوي في القوات المسلحة العميد عودة الشديفات عن تقدير أبناء وذوي الشهداء للاهتمام الدائم لجلالة الملك بالشهداء وذويهم، حرصاً منه على أن يحظى شهداء الوطن بالمكانة التي تليق بهم. وأوضح أن هذه المقبرة تضم رفات شهداء الوطن الذين خاضوا معظم المعارك، دفاعا عن ثرى الوطن الطهور، مبينا أن هذه الخطوة ستشمل مقابر أخرى تضم رفات شهداء الوطن، بالاضافة الى مقابر عامة تحوي كذلك رفات شهداء قضوا في الاردن وفلسطين، مشيرا في هذا السياق إلى إن القوات المسلحة ستنسق مع الجهات المعنية للقيام بهذه المهمة الجليلة. يشار إلى أن اهتمام جلالة الملك بالشهداء، لم يتوقف عند هذا الحد، حيث سبق ان وجه جلالته إلى اعادة تأهيل متحف دارة الشهيد وصفي التل ومنزل المشير حابس المجالي وتحويله الى متحف عسكري يروي بطولات الجيش العربي وتضحياته. وكانت موسيقات القوات المسلحة عزفت لحن الرجوع الأخير، فيما وضعت أكاليل الزهور على اضرحة الشهداء.