طرابلس ـ مفتاح المصباحي
أوقفت السلطات الأمنية الليبية السبت 79 مُهاجراً غير شرعي من جنسيات أفريقية مختلفة من بينهم مصريون، هم في طريقهم من مدينة ترهونة إلى العاصمة طرابلس.. وعند التحقيق مع هؤلاء تبيَّن أن جميعهم يحملون تأشيرات مزورة للدخول للأراضي الليبية، وتمت إحالتهم إلى مركز إيواء المهاجرين غير الشرعيين انتظاراً لترحيلهم إلى بلدانهم. وتعاني ليبيا من تدفق موجات المهاجرين غير الشرعيين إلى أراضيها، خاصةً في ظل عدم سيطرة الحكومة المؤقتة على الأوضاع الأمنية، ونتيجة الإمتداد الكبير لحدود الدولة مع جيرانها دون وجود لحماية ومراقبة ذات جدوى في منع تدفقهم. ويعتبر كثيرٌ من المهاجرين غير الشرعيين ليبيا بلد عبور إلى أوروبا، بل نقطة الوصول النهائية لهم، حيث تمنع منظمات إنسانية إعادتهم إلى ديارهم. وكانت السلطات الليبية إبَّان حكم القذافي البائد ، الذي تمت الإطاحة به وقتله عام 2011 عقب ثورة شعبية بمساندة دولية، قد عززت من إجراءات محاربة ظاهرة الهجرة غير الشرعية ضمن اتفاقيات ثنائية مع الإتحاد الأوروبي، قدم فيها الأخير تسهيلات مادية ولوجستية للسلطات الليبية. وزاد من تدفق المهاجرين غير الشرعيين هو وجود ليبيا كدولة غنية قليلة السكان نسبياً وسط دول جوار تعاني أغلبها ظروفاً اقتصادية صعبة، وانفجاراً سكانياً مهولاً مثل مصر. ولا تتوقف الأخبار عن القبض على مجموعات من المهاجرين داخل الأراضي الليبية، فيما تنشط جماعات محلية في تجارة الهجرة غير الشرعية، من حيث نقل وإيواء المهاجرين بعيداً عن أعين السلطات، وصولاً إلى تحميلهم في قوارب لعبور البحر إلى أوروبا. وتتكفل الدولة الليبية بمصاريف إيواء المهاجرين غير الشرعيين وكذلك ترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية، حيث تم صباح الخميس ترحيل عدد 144 مهاجراً غير شرعي ينتمون لجنسياتٍ أفريقية مختلفة من مدينة زليتن الساحلية إلى مدينة سبها الجنوبية، استعداداً لترحيلهم لبلدانهم فيما بعد.. وفي ذات السياق تمكنت قوات حرس السواحل القطاع الأوسط" مصراته – سرت" من إنقاذ 99 مهاجراً غير شرعي الأسبوع الماضي، من موتٍ مُحقَّق بعد تعطل محرك الزورق المطاطي الذي يستقلونه في عرض البحر اثناء توجههم به إلى السواحل الأوروبية الجنوبية.. وعثر قوات حرس السواحل على الزورق بعرض البحر شمال ميناء زليتن وسط ليبيا، وتم نقل عدد 15 من المهاجرين، الذين ينتمون إلى جنسياتٍ مختلفة أفريقية وعربية وباكستانية، إلى المستشفى لتلقي العلاج نظراً لحالتهم الصحية السيئة.. وإنحرف الزورق المُقِل للمهاجرين عن مساره بعد إبحاره من منطقة غوط الرمَّان الواقعة بين مدينتي القربوللي وتاجوراءغرب ليبيا، نتيجة تعطّل محركه قبل عدة أيام من العثور عليه من قبل قوات حرس السواحل.. ورحّلت السلطات الأمنية المحلية بإجدابيا عدد 400 مهاجر غير شرعي من ذوي الجنسيات الأفريقية الثلاثاء،على بلدانهم عن طريق البر، وضمّ العدد الذي تمّ ترحيله حوالي 40 إمرأة. ورغم انفتاح المجتمع الليبي وتقبله للآخر، إلا أن الموجات المتعاقبة من الهجرة غير الشرعية خاصةً تلك القادم من جنوب الصحراء، أصبحت تثقل كاهل البلاد، من حيث المجهودات المبذولة لمتابعتها والقبض عليها أو من حيث إيوائها وإعادتها لبلدانها. ويتهم الليبيون المهاجرين غير الشرعيين خاصة الأفارقة بنقل الأمراض إلى مجتمعهم، وكذلك بعض الممارسات التي لا تتماشى مع موروثات المجتمع الليبي، والتي من بينها تجارة المخدرات والخمور، وإدارة بيوت الدعارة.. ويعزو مراقبون محليون انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات خاصة البيضاء منها" الكوكايين والهيروين"، وازدياد حالات الإصابة بمرض الإيدز بين الشباب الليبي، للمهاجرين الأفارقة الذين يدخلون للبلاد دون إجراءات رسمية.