وافق المؤتمر الوطني العام الليبي (البرلمان) على تكليف محمد خليفة الشيخ وزيراً، خلفاً لوزير الداخلية السابق عاشور شوايل، الذي قدَّم استقالته أخيراً..وجاءت موافقة المؤتمر الثلاثاء بناءً على رسالة التكليف التي تقدّم بها إليه رئيس الحكومة المؤقتة علي زيدان، على أن يقوم المؤتمر بالتصويت على منح الثقة في الوزير الجديد الأحد المقبل. وكان عاشور شوايل تقدَّم باستقالته إلى رئيس الكومة المؤقتة خلال الأيام الماضية، نتيجة للوضع الأمني المتوتر الذي تشهده البلاد، وعدم مقدرة وزارة الداخلية على القيام بمسؤولياتها على أكمل وجه، حيث ينتشر السلاح بكامل المناطق الليبية، إضافة إلى وجود تشكيلات مسلحة أصبحت تمثل مراكز قوى داخل المشهد الليبي، ومن ثم فرض آرائها وتوجهاتها بقوة السلاح.   وتشهد ليبيا حالة عدم استقرار أمني وسياسي منذ الإطاحة بنظام العقيد القذافي ومقتله عام 2011، نتيجة الانتشار المفزع للسلاح في البلاد، ووجود مجموعات مسلحة ذات انتماءات وتوجهات مختلفة أصبح لها دور في الحياة السياسية الليبية رغم انتخاب المؤتمر الوطني العام عام 2012، وتكليف حكومة مؤقتة من قبل المؤتمر، تمهيداً لكتابة الدستور. وفي سياق التطورات الأمنية التي تشهدها البلاد، تمكنت قوات الصاعقة في مدينة بنغازي الثلاثاء من القبض على مجموعة مسلحة كان بحوزتها متفجرات.. وتمت مداهمة مقر المجموعة في إحدى المصائف البحرية في المدينة، مما أدى إلى اشتباك بين المجموعة والقوة المداهمة، نتج عنه إصابة أحد أفراد المجموعة بجروح.. وتم العثور في مقر المجموعة على 220 لغماً مُضاداً للدروع، ومعدات لصنيع المتفجرات. وشهدت مدينة بنغازي العديد من الحوادث الأمنية، منها مقتل السفير الأميركي في ليبيا وثلاثة آخرين أثناء وجودهم في مقر القنصلية الأميركية لحظة الهجوم عليها من قبل محتجين على رسوماتٍ مسيئة للنبي محمد، وذلك خلال شهر أيلول/ سبتمبر من العام الماضي.. وكان آخرها التفجيرات التي شهدتها مراكز الشرطة من قبل مجهولين الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى التفجير الذي وقع على الطريق العام أمام مستشفى الجلاء والذي أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص. ونتيجة الوضع الأمني الهش في البلاد، وعدم مقدرة الحكومة المؤقتة من فرض سيطرتها على الأرض، فقد تعرض فرع مصرف الجمهورية في منطقة غدوة في سبها جنوب البلاد، الأربعاء إلى عملية سطو مسلَّح من قبل مجموعة مسلحة.. حيث قامت باقتحام الفرع وسرقة مبلغ من المال، وأصيب اثنان من عُملاء المصرف بجروح.. ومثل اعتداءات كثيرة سابقة، فلم يتم القبض أو التعرف على المهاجمين، الذين لاذوا بالفرار.         وفي أقصى الشرق الليبي وتحديداً في مدينة البيضاء، انفجرت عبوة ناسفة داخل فناء مسجد بلال بن رباح، دون وقوع إصابات.. وجاء الانفجار نتيجة رفض إحدى العائلات التي تتخذ من غرف تحفيظ القرآن في المسجد سكناً لها، الخروج منها وإخلائها تنفيذا لإخطارٍ بذلك للقيام بتوسعات في المسجد. وقامت العائلة الرافضة للإخلاء بالاعتداء على مشرفي المسجد، وإلقاء عبوة ناسفة في فناء المسجد، إلا أن انفجارها لم يؤدِّ إلى أية أضرار.. وفي الحين سارعت قوات الأمن المحلية إلى عين المكان وألقت القبض على الفاعلين، وتسليمهم إلى الجهات القانونية المختصَّة.