القاهرة - العرب اليوم
اختتمت فعاليات الندوة الفكرية "محمود درويش ـ أثر الفراشة لا يزول" بدبي، بمشاركة نخبة من النقاد والكتاب والأدباء الذين أثروا على مدى يومين ندوة فكرية هي الأكبر من نوعها عن الشاعر الراحل محمود درويش.
وقرأ الدكتور محمد شاهين ورقة بعنوان "محمود درويش: على هذه الأرض ما يستحق الحياة! موقع البقاء"، وتطرق خلالها إلى جدلية ترجمة معنى عبارة محمود درويش المشهورة (على هذه الأرض ما يستحق الحياة) إلى اللغة الإنجليزية وسط اعتراض ليمينيين إسرائيليين لأن صورة الأرض لها خصوصيتها إذا ما قورنت بمثيلاتها من الصور عند سائر الشعراء الآخرين.. خصوصيتها هذه تعود إلى واقع متميز تشتق منه صورة "الأرض" عند درويش.
ثم قدمت الدكتورة مريم الهاشمي بحثا بعنوان "الذاتية في شعر محمود درويش" وذهبت فيه نحو أن حضور الذات هو السمة الأوضح التي يقف عليها الدارس، فتارة نجد الذات تخاطب الأنا الشاعرة، وتارة أخرى نجدها ضائعة مشتتة، وثم تثور محاوِلة استرجاعها وانتشالها من الضياع، وأحيانا أخرى تقف الذات أمام الزمان بتحدٍّ غير مجد لترجع إلى الذات الحقيقية للشاعر وهي الذات التي تنبع منها كل الذوات الأخرى وهي التي تخاطب وتقارع واقعها طامحة للتغيير أو باحثة عن مخرج لها من خلال ألفاظ وأشطر وإحالات.
أدارت الجلسة الأولى الشاعرة صالحة غابش، وفي الجلسة الثانية التي أدارتها الدكتورة بروين حبيب قدم الشاعر والناقد عبده وازن ورقة بعنوان "محطات في مسار محمود درويش الشعري"، حيث تتبع وازن مسار محمود درويش بدءا من مرحلة الثمانينات مع التحول الذي طرأ على شعره وخصوصا مع ثلاثة دواوين: "هي أغنية، هي أغنية"، و"ورد أقل"، و"أحد عشر كوكبا".
بينما سرد الكاتب الصحفي والناقد سيد محمود في ورقته "محمود درويش في مصر، السيرة شبه المجهولة وارهاصات الروح الجديدة" حياة محمود درويش في مصر وعلاقته بأجوائها الثقافية والسياسية ذاكرا أسماء لشخصيات فكرية إعلامية معروفة ساهمت في دخول الشاعر إلى عالم مصر الصحفي في سبعينيات القرن العشرين وما أحدثه ذلك الحضور من تجاذبات سياسية وثقافية بين مثقفي مصر وإعلامييها.
وفي ختام الملتقى عرض فيلم وثائقي عن محمود درويش من تأليف السينمائية سيمون بيتون والياس صنبر واخراج سيمون بيتون، يتناول سيرة الشاعر مشتملا على مقتطفات من أمسيات شعرية أقيمت له في بيروت والقاهرة وباريس وأماكن أخرى.
ويتضمن الفيلم الذي أُنتج عام 1999 فقرات من حوار طويل في بيت درويش ومسقط رأسه قرية البروة التي غدت أطلالا، كما تسجل عدسة المخرجة لقاء درويش مع عائلته بعد غياب 30 عاما، فضلا عن مشاهد للجليل وحيفا وعكا وعمان والبحر الميت ورام الله وبيروت والقاهرة.
وتتقاطع قصائد درويش في الفيلم مع موسيقى وأغاني الفنان مارسيل خليفة الذي لحن كثيرا من أشعاره، وخصوصا قصيدة "ريتا"، المرأة التي شاهدها الشاعر غداة مغادرته الأرض المحتلة عام 1948 إذ يقدمها الفيلم بصفتها واحدة من المحمولات الرمزية للعلاقة بين الفلسطيني والإسرائيلي.