بيروت ـ وكالات
تعتبر مشكلة المخلفات الزراعية والصناعية-الغذائية، التي هي منتجات ثانوية داخل منظومة الإنتاج الزراعي والصناعي الغذائي، من المشاكل البيئية المهمة بسبب تأثيرها المباشر على نوعية حياة الإنسان، والمظهر الحضاري العام، وما يترتب عليها من انعكاسات سلبية على التنمية. أصبحت المعالجة التقليدية للمخلفات (الحرق أو الطمر) غير سليمة وتشكل أحد الجوانب الهامة في المشاكل البيئية (كتلوث الهواء الناجم عن الغازات المتأتية من حرق تلك المخلفات مثل غازات أول وثاني أوكسيد الكربون)، لأنها تشكل مصدرا خطيرا لتلوث البيئة وهدراً لموارد كبيرة، ، ومسببا بالقضاء على حيوانات وكائنات التربة الدقيقة الزراعية (مثل ديدان الارض وبكتيريا التأزت). إن تدوير المخلفات للاستفادة منها في عدة مجالات (بتحويلها إلى أسمدة عضوية طبيعية أو أعلاف غير تقليدية)، تساهم في تحقيق "زراعة نظيفة" وتؤدي إلى حماية البيئة من التلوث والحفاظ على صحة المواطن، وفي الوقت نفسه بتحقيق عائد اقتصادي يزيد من دخل المزارع، وبتنمية المجتمع القروي بصفة خاصة وتطويره، مما تنعكس آثاره الإيجابية على المجتمع بصفة عامة. إلا انه يجب التنبه إلى أن تسميد الأراضي بالأسمدة العضوية غير المكتملة النضوج يؤدي إلى انتشار بعض الأعشاب الضارة والأمراض مثل مرض التفحم، والديدان الثعبانية (النيماتودا). وللإستفادة من هذه المواد العضوية، يجب ارجاعها للأرض بعد تسبيخها (عملية مسرعة للتخمير الهوائي).