الخرطوم - عبد القيوم عاشميق
عاد وفد الحكومة السودانية المفاوض مع دولة جنوب السودان إلى الخرطوم، الثلاثاء، قادمًا من العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، وذلك بعد انتهاء جولة المفاوضات بين الجانبين، والتي تُوِجت بالاتفاق على آليات تنفيذ اتفاقات التعاون التسعة، الموقعة بين السودان ودولة جنوب السودان في أيلول/سبتمبر الماضي. وعقد وزير الدولة في رئاسة الجمهورية رئيس وفد الحكومة السودانية إدريس عبد القادر مؤتمرًا صحافيًا في مطار الخرطوم استعرض فيه نتائج هذه الجولة من المفاوضات، وقال "إن التنفيذ الفعلي لاتفاق التعاون بين البلدين قد بدأ اعتبارا من العاشر من آذار/مارس الجاري"، مشيرًا إلى أن "الاتفاق يشمل جميع الاتفاقات، بما فيها الأمنية والاقتصادية وبقية المحاور". وأكد عبد القادر أنه "بهذه الخطوة يصبح تنفيذ الاتفاقات مسؤولية حكومتي البلدين، ومن خلال علاقة ثنائية طبيعية، بغية تحقيق جوار آمن وسلام مستدام". وجدد إدريس عبد القادر التزام السودان التام بما تم التوصل إليه في أديس أبابا نصًا وروحًا. من جانبه، عقد رئيس وفد حكومة جنوب السودان في المفاوضات باقان أموم مؤتمرًا صحافيًا في جوبا، جدد أثنائه تمسك وحرص بلاده على تنفيذ الاتفاقات. وقال باقان "إن حزمة الآليات المتفق عليها من شأنها الإسهام في دفع علاقات البلدين، والتعايش السلمي بينهما، كما أنها ستساعد في التواصل بين البلدين، عن طريق التبادل التجاري، وتتيح حرية الحركة والتنقل على حدود البلدين"، وقال مضيفًا "إن بلاده حريصة على تنفيذ ما جاء في الاتفاقات، توثيقًا لعلاقات البلدين التاريخية، ومراعاة لمصالحهما". ويقول الصحافي الجنوبي يوسف مايكل في تصريحات عبر الهاتف من جوبا لـ "العرب اليوم" أن المواطنيين استقبلوا الاتفاق الجديد بـ"تفاؤل في مستقبل زاهر لعلاقات البلدين، ومن المأمول أن يرسي الاتفاق لعلاقات بين السودان وجنوب السودان، يطويان من خلالها صفحات من التوتر والنزاع، سيما في المناطق المتنازع عليها، لتنساب حركة المواطنيين، وتعبر البضائع، وفقًا لبنود الاتفاق بين البلدين". وأضاف مايكل أن "الناس يعتقدون أن الاتفاق سيسهم في حصولهم على كثير من السلع السودانية، التي توقفت نتيجة لتوتر علاقات البلدين". في سياق متصل، رحب مجلس الأحزاب السوداني بحزمة آليات تنفيذ الاتفاقات التسعة، واعتبره "انتصارًا لشعبي البلدين"، وقال الأمين العام للمجلس عبود جابر أنه إذا تم تنفيذ الاتفاق بالكيفية المتفق عليها، فإنه سيحقق الاستقرار، والأمن للبلدين". وطالب جابر المجتمع الدولي بـ"العمل على مساعدة الدولتين لبلوغ الغايات الواردة في الاتفاق"، مشيدًا بمواقف رئيسي البلدين، عمر البشير وسلفاكير ميارديت، في صبرهما، داعيًا الحركات المسلحة والمجموعات المناوئة لحكومتي البلدين للجلوس للتفاوض المباشر، لهدف الوصول لحلول شاملة للقضايا المُلِحَة والمهمة.