واصل الجانبان السوداني والليبي مشاورات تأمين الحدود والتعاون المشترك في ضبطها بعد نجاح الثورة الليبية، والتي يعتبرها البلدان من القضايا المهمة والملحة في الوقت الحالي. وقال  وكيل وزارة الخارجية الليبية للشؤون الأمنية، عمر حسين الخضراوي، في جلسة مباحثات مشتركة عُقدت في الخرطوم، إن قضية تأمين الحدود مع دول الجوار من القضايا المهمة والملحة أمام حكومة بلاده ، مشيرًا إلى  الزيارات واللقاءات التي تمت مؤخرا مع دول الجوار "تونس ، مصر ، الجزائر ، تشاد والنيجر" أوضحت أن الوضع على الحدود يتأرجح بين القوة والضعف. وأضاف أن حكومة بلاده  ورثت من النظام الليبي السابق مشكلات أمنية عديدة من بينها أمن الحدود ،  حيث إ نظام القذافي كان يعتمد في تأمينها مع دول الجوار على الولاءات القبلية من الجانبين ولم يسلك الطرق العلمية المتبعة، على الرغم من وجود اتفاقات لتطوير أنظمة المراقبة الالكترونية على الحدود. وأوضح الخضراوي أن  الاتصالات مستمرة لتأمين وضبط الحدود ضبطا كاملا، إلا أنه لم يتم التوصل حتى الآن إلى الحد المثالي المطلوب، مشيرًا إلى أن بلاده لن تسمح بان تكون منطلقا لأي عمل إرهابي يهدد امن واستقرار السودان أو أي من دول الجوار، مشددًا على أن ليبيا لن تسمح بأن تكون حدودها مع السودان معبرًا أو منطلقًا لمهدد أمني.  وأشار إلى  أن السودان لن يقبل كذلك ولن يسمح أن تكون حدوده مفتوحة أمام أي عمل  إرهابي يهدد الأمن الليبي، لأن أمن الحدود هم مشترك،   مشيدًا بالتعاون السوداني مع بلاده في كل المجالات، لافتًا إلى أن رموز نظام القذافي لم يختاروا السودان من بين الدول التي لجأوا إليها لمعرفتهم التامة بان الحكومة السودانية  والسودان ليس بيئة صالحة لأنشطتهم.  وقال إن حرية الحركة والتنقل بين البلدين تحكمها اتفاقات الحريات الأربعة، مشيرًا إلى أن هذه الاتفاقات غير مفعلة، لكن سيتم العمل على تفعيلها في الفترة المقبلة ،  مؤكدًا أنه  كلما انتقلت بلاده من مرحلة الحكم الانتقالي إلى شكل الدولة النهائية فإن ذلك سينعكس بشكل إيجابي على العلاقات التي وصفها بالواعدة مع السودان في المجالات الاقتصادية والتجارية والأمنية. واعترف وكيل وزارة الخارجية الليبية للشؤون الأمنية أن تنظيم الإدارة الأمنية في بلاده يحتاج إلى بعض الوقت، لافتًا إلى أن العلاقات  بين البلدين  لن تحكمها أو تتحكم فيها الحدود، مشيدًا بمشاركات السودان في بناء الدولة الليبية في مجالات التعليم والصحة والعمل الإداري والمحاسبي في الشركات  وغيرها من مؤسسات الدولة الليبية، معربًا عن أمله أن تشهد علاقات البلدين في الأيام القليلة القادمة المزيد من التشاور والحوار والتنسيق المشترك لصالح بناء وتنمية هذه العلاقات.  في السياق ذاته، أكد مدير الشرطة السودانية الفريق أول هاشم الحسين، أن السلطات في بلاده حريصة على التعاون مع الجانب الليبي في سبيل التمهيد لبناء علاقات على أسس سليمة، مشيرًا إلى أن ضمن هذه آليات إقامة معابر على الحدود تضمن الدخول من وإلى البلد الآخر بالطرق الشرعية،إضافة إلى أنها ستتيح حركة التبادل التجاري بين البلدين. وكشف مدير عام الشرطة السودانية إنه لابد من العمل والتنسيق المشترك كما أن المعابر يفترض أن تشمل الجانب الجمركي والهجري والمباحث ومكافحة المخدرات، واصفًا اتفاقات الحريات الأربع بأنها غير مفعلة،  مطالبا بتفعليها ، مشيرا إلى أن هناك تفاهما مشتركا، وبخاصة بعد أن أصبحت الجريمة لا تعرف الحدود،  ويتطلب التصدي لها عمل جماعي منظم ، وهذا الذي سيتم ويحدث في المستقبل القريب بين السودان وليبيا.