القاهرة ـ أكرم علي
كشف منسق الاتحاد الأوروبي لمكافحة التطرُّف، جيل دي كرتشوف، أنَّ أوروبا لديها 3 آلاف مقاتل ذهبوا إلى سورية والعراق، للانضمام إلى تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة"، معربًا عن قلقه الشديد بشأن ذلك؛ لأنهم سيصبحون محترفين ومدرَّبين على السلاح.
وأشار دي كرتشوف، خلال تصريحات خاصة لـ"العرب اليوم"، أنَّ الاتحاد الأوروبي أرسل أكثر من 50 خبيرًا للتدريب على ضبط الحدود ومنع تهريب البشر والسلاح والمواد المخدِّرة؛ فهو مهتم بالعمل مع دول أخرى بشأن الأوضاع في سورية والعراق.
وأكد دي كرتشوف أنَّ أوروبا تدرك أهمية الإنترنت الذي تستخدمه داعش بشكل جيد وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي، التي يستخدمها التنظيم بأسلوب يؤدي إلى التأثير على الآخرين، مؤكدًا رغبة الاتحاد في إغلاق جميع المواقع والحسابات التي تدعو إلى العنف والدعوة للاستخدام الإيجابي للإنترنت.
وشدَّد المسؤول الأوروبي أنَّ الاتحاد يسعى إلى إيجاد وسائل فعّالة لمكافحة التطرُّف عن طريق تدريب عناصر الشرطة والنيابة بشأن جمع الأدلة وعدم الاكتفاء بالأقوال فقط، وأنَّ أوروبا تسعى لمنع سفر الشباب إلى الدول التي ينتشر فيها تنظيم داعش للمحاربة ثم يعودوا إلى الدول الأوروبية مرة أخرى، وهو الخطر الجسيم التي تحذر منه أوروبا الآن.
كما أشار إلى أنَّ الاتحاد الأوروبي لديه معايير مختلف لوضع الجماعات المتطرِّفة على قوائم التطرُّف وتجميد أصولها، وأنها تشمل معايير قانونية، بالإضافة إلى التقييم السياسي: ما إذا كان هذا القرار حكيمًا أم لا.
وأكد دي كرتشوف أنَّ أوروبا لديها أسلوب خاص لمكافحة التطرُّف منذ سنوات وليس باستخدام الضغط الأمني فقط، لكن أيضًا باحترام حقوق الإنسان ودور القانون، عن طريق استراتجية تعتمد على أربعة عوامل، أولاً منع الجرائم المتطرِّفة قبل حدوثها، وثانيًا حماية الحدود ثم دور رجال الشرطة، وأخيرًا الاستجابة لما بعد العملية المتطرِّفة، مضيفًا أنه حال فشل أوروبا في منعها فإنها تحاول منع الشباب من السفر للاشتراك في حرب لا يعرفون عنها شيئًا.
وفيما يختص بالتحالف الدولي لمحاربة داعش، أوضح كرتشوف أنَّ التحالف يتكون من 60 دولة، وتم تشكيله بعد أنَّ زاد التخوف من تمدُّدها من سورية إلى العراق إلى لبنان وربما إلى السعودية، واستيلائهم على أسلحة الجيش العراقي السابق، مشيرًا إلى أنَّ هناك اجتماعًا لوزراء داخلية الاتحاد الأوروبي قريبًا؛ لبحث استراتيجية التعامل مع سورية والعراق، وأنَّ داعش خليط غريب من السنة والشيعة والنقشبندية المنتمين لجيش الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، الذي تم حله بقرار خاطئ، مؤكدًا أنَّ توحُّد كل هؤلاء ضد سياسات نوري المالكي السابقة ومساندته لرئيس الوزراء العراقي الجديد حيدر العبادي الذي لديه العديد من المشاكل.