صنعاء - عبد العزيز المعرس
كشف المنسق العام للملتقى العسكري في وزارة الداخلية اليمنية العقيد إسماعيل الحسني عن أنه لا علم لهم بشحنة الأسلحة التي أعلن مسؤول أمريكيون فقدان أثرها، موضحًا أنه "ربما تم توزيعها على طول الخط الملاحي على جماعات متطرفة".
وأوضح العقيد الحسني في تصريحات خاصة لـ"العرب اليوم" أن ما نشر على لسان مسؤولين أمريكيين عن فقدان أثر شحنة أسلحة بـ "قيمة نصف مليار دولار، أمر هام بل وخطير، ويجب أن نتناوله بحرص وعناية ونحاول أن نجيب على كل التساؤلات المحيطة بالأمر".
وأردف: "أولاً يجب أن نعرف أين النقطة أو المكان الذي فقدت فيه هذه الكمية الهائلة من السلاح البالغ قيمتها نصف مليار؟ فربما تم توزيعها على طول الخط الملاحي على افتراض أنها كانت مشحونة عن طريق البحر. وربما تم التصرف بها لدعم الجماعات المتطرفة ابتداءًا من ليبيا وما تبقى منها في مصر ثم سوريا، ومنها يتم نقل ما خصص منها لتنظيم "داعش" في العراق، ثم بعد ذلك إلى اليمن حيث يسعى البنتاغون ودول أخرى لدعم الجماعات المتطرفة في المحافظات الجنوبية لمواجهة ما يعتبرونه خطر التمدد الحوثي".
وأضاف الحسني أنه "ما يجعلنا نجزم أن هذه الأسلحة ما هي إلا دعم للجماعات المتطرفة في الدول التي ذكرناها، هو أولاً أن العملية لا تختلف عن سابقاتها التي قام البنتاغون خلالها بتسليح تلك الجماعات عن طريق الجو عدة مرات في ليبيا والعراق، على حدود سوريا بكميات هائلة من السلاح ثم بررت السلطات الأمريكية ذلك بأنه كان عن طريق الخطأ في كل المرات".
واستبعد المسؤول نفسه أن يكون لجماعة "الحوثي" أي علاقة بهذه الشحنة مبررًا عدم إحتياجهم لدعم من هذا النوع خاصة من أمريكا، فلديهم ما يكفيهم، خصوصا وأن جزءا كبيرًا من الألوية العسكرية أصبح خاضعًا لهم، بما في ذلك الآليات العسكرية والأسلحة، ولديها الآن قدرات قتالية عالية جسدتها خلال المناورة التي نفذها الجيش واللجان الشعبية بما فيها "جماعة أنصار الله"، مع العلم أنه تم الإعلان مؤخراً عن تصنيع أسلحة رشاشة وصواريخ يصل مداها إلى عدد من الكيلو مترات".
وتساءل الحسني: "كيف يمكن أن يفقد أثر سفينة شحن حربية تحمل كل تلك الكمية دون معرفة مكانها أو وجهتها في عصر نظام الجي بي إس لتحديد الأماكن بكل دقة وغيره من أنظمة الاتصال الفضائية، وأي قوة تفوق قدرات الحماية في هذه السفينة وتستطيع أن تستولي عليها وتخفيها بهذه السهولة؟ لا أعتقد أن يستطيع فعل ذلك غير من يتحكم بقوة مثلث برمودا، أما دون ذلك من القوى فلن يتمكن من هذا الفعل".
ونفى العقيد اسماعيل الحسني أن يكون هناك أي إتفاقية أمريكية يمنية للتزود اليمن بالسلاح، "وخاصة في الفترة ما بين أواخر 2014 وحتى اللحظة ومع استبعادنا لأي صفقة من هذا القبيل قبل تلك الفترة، فالجانب الأمريكي خاصة يعلم علم اليقين أن الوقت غير مناسب للايفاء بالتزاماته