القاهرة - محمود عبدالرحمن
استنكر رئيس الوزراء الأسبق كمال الجنزوري ما يروّج له من اتّهام يمس المجلس العسكري بتسليم حكم مصر إلى جماعة "الإخوان"، فيما كشف أنَّ فترة رئاسته للحكومة اتّسمت بالعمل الدؤوب لتجنيب البلاد خطر الإفلاس، وأعرب عن قلقه من تشتّت الأحزاب المدنيّة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، نافيًا احتمال ترشّحه.
وأكّد رئيس الوزراء الأسبق كمال الجنزوري، في حديث إلى "العرب اليوم"، أنَّ "(25 يناير) ثورة شعبية، بكل المقاييس، وليس كما يدعي البعض بأنها مؤامرة"، وأضاف متسائلًا "إذا كانت مؤامرة كما يروج لها البعض، فهل يعقل أن يشارك في تلك المؤامرة الملايين من أبناء الشعب المصري، هذا كلام عار تمامًا عن الصحة، ويروج له أصحاب المصالح الضيقة، من أفراد النظام الأسبق".
وأبرز الجنزوري أنه "تشرف بتولي رئاسة الحكومة المصرية، إبان ثورة 25 يناير، في ظرف دقيق، في حين تهرب كثيرون من تحمّل المسؤولية"، مبيّنًا أنّه "سعى إلى تجنيب البلاد الإفلاس، وإلى توفير الموارد والإمكانات اللازمة لمعيشة المواطنين، كما حاول جاهدًا القضاء على الانفلات الأمني الذي كان سائدًا".
وأشار رئيس الوزراء الأسبق إلى أنّ "المجلس العسكري السابق، برئاسة المشير محمد حسين طنطاوي، حمل على عاتقه مسؤولية البلاد خلال فترة الثورة، وانحاز للإرداة الشعبية، وسعى جاهدًا إلى منع انزلاق البلاد في الفوضى والظلام، الذي كان يخطط له البعض من الدول المعادية، وأجهزة مخابرات إقليمية ودولية".
واستنكر الجنزوري "الشائعات التي تردد من وقت لآاخر، بأنّ المجلس العسكري السابق هو من ساعد على وصول جماعة الإخوان إلى حكم البلاد، مقابل ما يعرف بالخروج الآمن للقياداته".
وبيّن أنَّ "من سلم حكم البلاد إلى الإخوان، هو من خدع فيهم، وصوّت لهم، نتيجة متاجرتهم بالدين"، مؤكدًا أنّ "المجلس العسكري لا يعرف الصفقات، ولا الخروج الآمن، فهو لم يرتكب شيئًا ليحاكم بسببه، فهل يحاكم لأنه انحاز للإرادة الشعبية".
وأضاف الجنزوري أنَّ "الإخوان كانوا يخططون لحكم البلاد إلى أكثر من 500 عام، وكانوا سيقضون على الديمقراطية، ويحلون محلها الفاشية الدينية، وسيقضون على الحقوق والحريات ، فهم فصيل لا يعرف إلا مصلحته".
وأوضح أنَّ "ثورة 30 يونيو هي ثورة شعبية مكملة لثورة 25 يناير، ففي كلاهما خرج الملايين من أبناء الشعب المصري، يطالبون بإسقاط النظام، وانحازت القوات المسلحة في كلتا الثورتين للإرادة الشعبية".
وأردف "استمرار الإخوان في حكم البلاد كان سيؤدي إلى ضياع الدولة، وستصبح سيناء مثل سورية وليبيا والعراق، لولا عناية الله بمصر والمصريين".
وفي شأن رأيه في الرئيس السيسي، اعتبر الجنزوري أنّه "رجل وطني من طراز رفيع، حمى البلاد من مخاطر جمة، وأنقذ المنطقة بأكملها من مشاريع صهيونية أميركية، كانت ستؤدي إلى ما يعرف بالشرق الأوسط الجديد".
ونفى الجنزوري شائعة ترشحه في الانتخابات البرلمانية المقبلة، مبيّنًا أنَّ "كل ما يشاع في شأن توليه رئاسة مجلس النواب، مجرد شائعات، فهو لم يتخذ قرارًا حتى الأن"،
معترفًا بأنَّ "هناك ضغوطًا يمارسها عليه البعض من قيادات الأحزاب السياسية".
وأعرب عن قلقه من "انتشار الجبهات السياسية المدنية"، موضحًا أنَّ "كثرتها وتشتتها يصبان في صالح الأحزاب الإسلامية، التي تعمل في الشارع لكسب الأصوات الانتخابيّة".
وطالب رئيس الوزراء المصري الأسبق كمال الجنزوري، في ختام حديثه إلى "العرب اليوم"، أبناء الشعب المصري بـ"العمل والسعي والإنتاج للنهوض بالبلاد"، معتبرًا مشروع حفر قناة السويس "أحد الإنجازات الوطنية، التي ستحسب للرئيس السيسي"، مؤكدًا أنَّ "هذا المشروع سيدخل للبلاد مليارات الجنيهات".