القاهرة – أكرم علي
أكد المدير التنفيذي للمجلس المصري للشؤون الخارجية السفير عزت سعد، أن الدور المصري في عملية المصالحة الفلسطينية ليس بجديد، فهو مستمر منذ انقلاب "حماس" في قطاع غزة عام 2006، ومصر بشكل مستمر تبذل جهودها في ما يخص عملية المصالحة، وهي طرف أصيل فى هذا الموضوع رغم بعض المشاكل الموجودة بين مصر و"حماس".
واعتبر أن "مبادرة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسىي حول استئناف عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل لم تكن جديدة، ولا الأولى من نوعها، فمصر تقوم بواجبها تجاه القضية الفلسطينية منذ عقود طويلة، ولكن ربما المبادرة التي طرحها السيسي هي محاولة لتعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط من خلال استئناف عملية السلام".
وقال عزت سعد في حديث لـ"العرب اليوم" إن "مصر تقوم بهذا الدور من منطلق قناعتها بوحدة الصف الفلسطيني، ولا نعطي إسرائيل الفرصة لتقول مع من نجلس، لأن هذا الانقسام واستمراره تستفيد منه إسرائيل وأطراف أخرى في الإقليم وخارجه بل هي وراء هذا الانقسام، وأن أحد أهم هذه الأطراف هي إيران". وأضاف: أن "خلافات مصر مع حماس لم تكن في أي وقت من الأوقات سبباً أو مانعاً في القيام بدورنا التاريخي في تسوية الأزمة الفلسطينية، وموضوع الشد والجذب بين فتح وحماس أصبح من الممارسات العادية التي لا تمنعنا إطلاقاً من ممارسة دور مصر".
وحول المفاوضات الأخيرة في فيينا، أكد سعد أنها "جزء من عملية سياسية مستمرة وقد تأخذ بعض الوقت لأن الأزمة فيها أطراف كثيرة، وبالتالي لا تتحدث عن طرف أو اثنين أو ثلاثة لها مصالح معينة، وكل طرف له مصالح معينة لأن المسار يتخذ شكلاً أو آخر ومن السابق لأوانه أن نتحدث عن قرب انتهاء الأزمة".
وأشار الى أنه "يجب أن يكون مفهوماً أن التركيز في المرحلة الحالية على الجانبين الأساسيين، الجانب الأول: الإبقاء على الهدنة أو ما يسمى وقف الأعمال العدائية وهى مهمة جداً لإيصال المساعدات إلى المتضررين من الصراع هناك بما يعكس للمواطن السوري العادي أن السلام له مزايا ومكاسب لتستطيع نقل الجرحى وإنقاذ المحاصرين، وهو هدف أساسي ومهم، ومن الممكن فى هذه الجزئية تبذل الولايات المتحدة وروسيا جزءاً كبيراً فيه باعتبارهما رعاة الهدنة، والجانب الآخر: العملية السياسية نفسها، وهو كيفية توحيد فصائل المعارضة بحيث تتخذ موقفاً موحداً أو قريباً أو منسقاً بينها، بما يحدث انفراجة فى المسار السياسى خاصة أن هناك أفرقاء تسمى معارضة موسكو، ومعارضة القاهرة، ومعارضة الرياض."
واعتبر المدير التنفيذي للمجلس المصري أن "واحداً من الأهداف الرئيسية للتدخل العسكرى الروسي في سورية هو الإبقاء على مؤسسات الدولة ومكافحة الإرهاب، وكان يحمل فى طياته دعماً للنظام السوري، وفي العملية السياسية شاهدنا في أكثر من مناسبة أن قصة ذهاب بشار أو الإبقاء عليه هي مسألة يقررها الشعب السوري، ولكن في هذه الأزمة من السيولة والديناميكية من الصعب أن تقول إنه تم بالفعل إنقاذ بشار الأسد، والأمور كلها مفتوحة".
وحول فكرة انسحاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من سورية، أكد سعد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم ينسحب، فالانسحاب كان جزئياً، حيث أكد هو ووزير دفاعه سيرغي شويغو، أنهم أبقوا على القوات بالقدر الذى يساعد فى محاربة الإرهاب بسورية، وفضل أن يعطي رسالة للشعب الروسي بأن التكلفة الخاصة بالتدخل العسكري في سورية ليست ضخمة، وفي نفس الوقت كرم أسر ضحاياه في الكرملين، والأهم أن التدخل العسكرى الروسي في سورية حقق أغراضه، وبناءً عليه سحب جزءاً من قواته ".
وفي ما يخص استمرار دعم الخليج لمصر، قال السفير عزت سعد "علينا أن نتفهم أن هناك تأثيرات لا يستهان بها على اقتصاديات كل الدول المنتجة للنفط ومنها دول الخليج، ولذلك الرئيس عبدالفتاح السيسي يؤكد على مسألة الاستثمارات الأجنبية، وكل ما أُعلن وزادت الاستثمارات الأجنبية لمصر كانت هناك ثقة فى الاستثمار فى بلدنا الفترة المقبلة، وأعتقد أنه مع انخفاض أسعار النفط لا نتوقع أن الدعم يكون مثل الماضي، ولكن نأمل أن تكون هناك استثمارات، ومعظم دول الخليج تعيد برامجها الاقتصادية والدعم المقدم للخارج، ولمواطنيها، وأعتقد أننا على مستوى الحكومة مدركون لهذا".