بغداد – نجلاء الطائي
حذّر الخبير الاستراتيجي واثق الهاشمي، من وقوع حرب أهلية ما بعد تحرير الموصل من تنظيم "داعش"، مؤكدًا أنه لا توجد أي رسالة اطمئنان لمرحلة ما بعد التنظيم في العراق.
وأضاف الهاشمي في تصريحات خاصة إلى "العرب اليوم"، أن تصريحات مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية، عن تحديد معركة استعادة الموصل لم تأتِ من فراغ وإنما أتت من خلال اجتماعات عسكرية بمستشارين كبار وخبراء في الجيش الأميركي للمساعدة في العمليات العسكرية في العراق، مبينًا أن هذا التصريح لابد من إخضاعه للتحليل بشكل صحيح والاستفادة منه.
وأوضح الهاشمي أن تحرير الموصل سهل جدًا ولكن التخوف من مرحلة ما بعد التحرير، فالقوات الكردية حررت مناطق في نينوى، وأعلنت ضمها لكردستان والطرف العربي لن يسكت على ذلك وكذلك المسيح والشبك والتركمان. وبيّن أن وسط هذه الأزمات التي يشهدها العراق، فأن البلاد تدخل في حرب أهلية ما بعد تحرير الموصل وطرد "داعش" من العراق، داعيًا الطبقة السياسية إلى تقديم رسائل اطمئنان للمواطنين لمرحلة ما بعد "داعش".
وأكد الهاشمي تدريب فرق خاصة من القوات الأمنية على عملية تحرير معركة محافظة نينوى، فيما بيَّن أن الممرات الآمنة ستسهل المحافظة على أرواح المدنيين، مشيرًا إلى وجود أكثر من مليون ونصف المليون داخل المدينة، مبينًا أن نشر 7 ملايين منشور لتعزيز وعي أهل المدينة بقرب معركة التحرير، سيساعد على استعدادهم النفسي للخروج من المدينة أو مواجهة التنظيم من الداخل، من خلال ثورة ضد الإرهاب.
وتابع الخبير قائلًا إن "عملية التحرير ستكون على شكل صفحات، كما في عملية الفلوجة، كصفحة تفكيك الألغام وتوفير المخارج الآمنة للنساء والأطفال، كذلك صفحة قطع طرق إمدادها مع حدود سورية، وغيرها إلى أن تصل القوات إلى التطهير الكامل"، موضحًا أن تعاون المواطنين مع القوات من خلال المعلومات أو المساعدة سيضفي على المعركة طابعًا معنويًا مهم.
ولفت إلى أن القوات التي ستشارك في مهمة تحرير الموصل، تدربت وما زالت تتدرب على التعامل مع هذه المدينة، وعلى كيفية التعامل مع عناصر التنظيم "داعش" المتواجدين في الموصل.
وكانت شبكة "سي إن إن"، كشفت، الأحد، نقلًا عن مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية، أن معركة استعادة الموصل ستبدأ الشهر المقبل، وأن الاستعدادات لهذه المعركة تجري على قدم وساق، مشيرة إلى أنه سيتم إرسال قوات إضافية للعمليات الخاصة الأميركية للمساعدة في العمليات العسكرية، وذلك عبر تقديم المشورة للوحدات العراقية التي ستشارك في دخول الموصل، حيث سيكون المستشارون أقرب إلى الخطوط الأمامية، ما يُعرضهم لمخاطر أكبر.