غزة– محمد حبيب
كشف القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، خالد البطش، عن لقاء مرتقب بين حركتي فتح وحماس؛ تمهيداً لعقد لقاء بين الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل لإتمام ملف المصالحة.
ودعا البطش، في مقابلة خاصة مع "العرب اليوم"، إلى تشكيل حكومة مؤقتة ذات مهام محددة، وتنهي الانقسام، وتُعيد توحيد المؤسسات الفلسطينية، وتسرع قضية إعمار غزة، وتفتح المعابر، وتهيئ الأجواء لإجراء انتخابات عامة مجلس تشريعي ووطني ورئاسة، موضحًا أن الحكومة المؤقتة لا تحتاج برنامجًا سياسيًّا تختلف عليه فتح وحماس بل تكون حكومة مؤقتة عمرها الزمني 6 أشهر فقط.
وجدَّد التأكيد على تمسك حركته بموقفها الرافض المشاركة في أيّة حكومة فلسطينية، تعمل تحت سقف اتفاق "أوسلو"، الموقع بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل العام 1993، مشيرًا إلى أن حماس تطالب بأن تكون وثيقة الوفاق الوطني التي وقعت عليها الفصائل العام 2006، هي برنامج حكومة الوحدة، فيما تقول فتح إنها تريد أن تكون بنودًا من هذه الوثيقة هي برنامج حكومة الوحدة.
وأشار البطش إلى أن الخلاف ما زال حول قضية دمج الموظفين الذين عينتهم حركة حماس في قطاع غزة خلال فترة حكمها وقال "هؤلاء الموظفين هم من أبناء الشعب الفلسطيني ويجب احتضانهم وعدم التخلي عنهم"، وأن اللقاءات الثنائية لم تحسم الخلاف الوطني وأنها مهما كانت إيجابية لن تنجز أي ملف منذ الانقسام، مؤكداً دعم حركته أي تحرك سياسي لدفع عجلة المصالحة الوطنية الفلسطينية، وقال "ننتظر ما الذي سينتج عن اللقاءات الأخيرة التي جرت بين حركتي حماس وفتح في الدوحة، ونرى أنه يجب أن تكون هناك جدية أكثر في حسم القضايا والملفات المتعلقة بالمصالحة".
وبشأن سؤال حول ما إذا كانت لقاءات حماس في القاهرة ستعود بالإيجاب على الشعب الفلسطيني بفتح معبر رفح، أكد البطش حق الشعب الفلسطيني في امتلاك معابر آمنة، مضيفاً "لازلنا نطالب بفتح معبر رفح، ولكن مصر وعدت بحل تلك القضايا وطلبت مزيداً من الوقت"، وأكد البطش أن أمن مصر هو همّ فلسطيني قبل أن يكون همّ مصري، وأنه يعتبر أمن مصر من أمن فلسطين وأن أمن فلسطين من أمن مصر، وأن الكل الفلسطيني يجمع ويؤمن بأن أمن مصر يجب أن يكون مستتبًا، ولا يجب أن يتورط أي فلسطيني في هذا الخطأ، ولا يعتقد أن هناك أي فلسطيني يقبل ذلك.
وعن علاقة حركة الجهاد الإسلامي بمصر ذكر أنها علاقة الحركة جيدة مع الجميع، وأنه ليست هناك أيّة إشكاليات مع أي طرف عربي، وأنها حريصة على علاقات جيدة مع العالم العربي والإسلامي، وبشأن التوقعات بإمكانية شن إسرائيل حرب على قطاع غزة في ظل التصريحات الصادرة عن القادة السياسيين والعسكريين في تل ابيب، أضاف: نحن في غزة كثيرًا ما قلنا إنه لا مأمن من هذا العدو، ولكن نؤكد أن العدو الصهيوني يحسب ألف حساب قبل شن أي عدوان على غزة بعد الحرب الأخيرة؛ لأنه يعلم أن المقاومة أكثر تطورًا من السابق، والاحتلال الإسرائيلي يريد أن يجهض الانتفاضة المشتعلة في الضفة والقدس وأراضي 48، لأنه يعيش أزمة حقيقة وحاول أن يستفز المقاومة في قطاع غزة لطرف النظر عن الانتفاضة.
واختتم حديثه مشددًا على ضرورة دعم انتفاضة القدس من الكل الفلسطيني، مشيرًا إلى أن الجيل الذي يقود الانتفاضة اليوم يؤكد من جديد رفض التدجين الإسرائيلي الذي اُوهم به الشعب الفلسطيني بعد اتفاق أوسلو، وأنه جيل يحمل على عاتقه تحرير فلسطين.