سعيدة - واج
عرفت منافسات الطبعة ال12 لرالي اليمامات الذي أختتمت مرحلته الثالثة مساء امس الجمعة حضورا "محتشما" للمشاركات الجزائريات و الاجنبيات على حد سواء، مثلما لاحظته العديد من المتسابقات.
وأبدت السائقة ليدميلا اميندسن، التي تعتبر إحدى المتنافسات الفرنسيات المنخرطات في الاتحادية الجزائرية للرياضات الميكانيكية، "أسفها" للنقص الملاحظ في عدد المشاركات مقارنة بالطبعات الاولى لهذا الموعد الرياضي، قائلة لواج "هذا الرالي لم يكن عاديا، فقد عرف حضور ربع متنافسات النسخة الاولى التي اقيمت سنة 2001 بالجزائر"، مشيرة الى أن "بولونيا وليبيا والمغرب ،كانوا من ضمن الوفود المنتظر التحاقها برالي +الانضباط+ لكنهم انسحبوا في اخر لحظة".
وتعتقد ضيفة الجزائر، أن سبب قلة عدد المشاركات الاجنبيات، يعود أساسا "الى الازمة الاقتصادية التي تعصف بعدد من البلدان الغربية، حيث تاثر الدخل الفردي هناك ولن يكون بوسع المعتادات على سباق اليمامات، المجيئ الى الجزائر، نظرا للتكاليف المالية التي تقتضيها عملية التسجيل في المنافسة، اضافة الى الاجراءات الادارية".
وتشاطر الفرنسيتان الآخرتان، الحاضرتان في هذا الموعد الرياضي، بتيني سوندرين و مارتين الغيزاني رأي مواطنتهما، إميندسن واقترحتا، أن تبادر الاتحادية الجزائرية للرياضات الميكانيكية، "بجذب مشاركات اجنبيات أخريات مرموقات، من المانيا أو ايطاليا، على أن تتكفل الهيئة الفديرالية، بالأعباء المالية المترتبة عن سفريتهم الى الجزائر (السفر، الاقامة وكراء السيارات)، وبامكانها استرجاع هذه الاموال من خلال وضع لافتات اشهارية لشركات جزائرية على سيارات ضيفات الجزائر للبلدين المذكورين."
واعتبرت أن هذه العملية التجارية، الغرض منها، ضرب عصفورين بحجر واحد، فعلاوة على استفادة الاتحادية الجزائرية من عائدات اموال الرعاية عبر المشاركة الأجنبية، فانها ستفسح المجال لاضفاء اجواء تنافسية في المستوى المطلوب بهدف الارتقاء بهذه الرياضة داخل الوطن مع مرور السنوات.
وفيما يتعلق بالنقص في عدد المشاركات الجزائريات، فأرجعته بطلة الطبعة ال10 (2012)، الجزائرية دنيا حجاب وزميلتها سميرة كديك، الى تزامن الموعد الرياضي مع اختبارات التلاميذ أو الجامعيات، فكان الاجدر -حسبهن- تنظيمه شهر اكتوبر، حيث تكون ربات البيوت قد انهين مآربهن وانشغالتهن الاجتماعية، مشيرتان الى أن السباق عرف غياب بطلات جزائريات أمثال منال صدوقي و أوصالح أنيسة وابنتها.
وعلى العموم فان المنافسة، -أو كما يطلق عليها "اللحاق الدولي"- بالاضافة الى طابعها الرياضي فانها تكتسي أهمية سياحية حيث شكلت فرصة "لا تقدر بثمن" امام الوفود الجزائرية والاجنبية، للتعرف على الطبيعة الخلابة للصحراء الجزائرية ومعانقة رمالها الذهبية ومعاينة -عن كثب- معالمها الاثرية ومكنوناتها الثقافية والاجتماعية.
وإتضح أن بعض المشاركات لم يكن "يهمهن صعود منصة التتويج "، بقدر ماكان يتقن الى اكتشاف فيافي وبراري الجزائر العذراء. وقالت بعضهن : "تعودن المجيئ بانتظام للمشاركة في رالي اليمامات بالجزائر.
نجد راحتنا مع صديقاتنا الجزائريات ونعمل جاهدين، كلما سنحت لنا الفرصة لزيارة بلدكم، لدعم الاواصر التي تربطنا منذ سنين وتجديد العلاقات الحميمية".