القاهرة ـ محمد عبد الحميد
يبدو أن أحواض السباحة في أولمبياد ريو دي جانيرو العام المقبل ستكون مسرحًا لأكثر المعارك شراسة بين البطل الأميركي العائد مايكل فيلبس ونظيره الجنوب أفريقي تشاد لوكلو؛ إذ أن كل المؤشرات تتوقع صيفًا ساخنًا جدا بين الطرفين في السباق لنيل الميداليات الأولمبية في البرازيل.
وكان الصيف الماضي شاهدًا على تراشق كلامي وصل حد مطالبة لو كلو منافسه بالصمت والهدوء بعدما حقق رقمًا أفضل منه في سباق الـ100 متر فراشة بعد صمود رقم فيليبس لـ4 أعوام، لكن يبدو أن ما ستحمله الأشهر المقبلة سيكون حافلاً بالسباق نحو التألق على طريق الصعود لمنصات الذهب.
وكان كلو قد حرم فيلبس من أن يصبح أول سباح يفوز بنفس سباق الرجال في 3 دورات متتالية حين خطف الميدالية الذهبية في سباق 200 متر فراشة ضمن مسابقة السباحة في أولمبياد لندن.
ويتطلع لوكلو لأن يصبح خلال الدورة الأولمبية المقبلة أكثر رياضي أفريقي على صعيد الرجال على الإطلاق حصولًا على الميداليات الأولمبية متفوقًا على العداء الإثيوبي كينينيسا بيكيلي المتخصص في سباقات العدو للمسافات الطويلة برصيد 3 ميداليات ذهبية وفضية واحدة.
ويحتاج لو كلو للفوز بذهبيتين على الأقل في ريو دي جانيرو لمعادلة رقم بيكيلي والذي حققت مواطنته تيرونيش ديبابا 3 ذهبيات وبرونزيتين لتكون الأفريقية الأكثر فوزًا بالميداليات في الأولمبياد على الإطلاق.
ويواصل لوكلو رحلة إعداده المثالية لدورة الألعاب الأولمبية؛ إذ نجح مطلع الشهر الجاري في أن يكون صاحب نصيب الأسد من الذهب وحصل على 4 ذهبيات في الجولة السابعة (قبل الأخيرة) من منافسات بطولة العالم للسباحة التي أقيمت في الدوحة.
واكتسبت نسخة الدوحة أهمية كبيرة على اعتبارها مؤهلة لدورة الألعاب الأولمبية 2016 في ريو، وهو ما أضفى مزيدًا من الإثارة على المنافسات، بسبب رغبة أبطال العالم المشاركين في ضمان وجودهم في دورة الألعاب الأولمبية الصيف المقبل.
وواصل السباح الجنوب أفريقي تفوقه وتوج بـ4 ميداليات ذهبية في منافسات سباق 100م فراشة وسباق 100م حرة وسباق 200م فراشة وسباق 50 م فراشة.
وحقق لوكلو نجاحات أخرى في بطولة العالم الثانية عشر للسباحة في المجرى القصير "25 مترًا" التي أقيمت في الدوحة في كانون الأول/ ديسمبر 2014، حيث حصد 4 ألقاب فردية هي 200 متر سباحة حرة و50 متر و100 متر و200 متر فراشة، ورقم قياسي عالمي في سباق 100 متر، ونجح تشاد أخيرًا في تأكيد مكانته ضمن نهائيات كأس العالم للسباحة 2015.
وأكد لوكلو: من الرائع أن أعود إلى الدوحة للتألق من جديد، لاشك أن المنافسات كانت قوية جدًا لكن أكثر ما لفت انتباهي كان الترحيب الحار والتشجيع من الجماهير وهو ما دفعني لتقديم المزيد.
وأضاف البطل (الموريشيوسي الأصل) في حديث لوكالة "فرانس برس": كل شيء كان مميزًا لاسيما الدعم الذي يقدمه المسؤولون في اللجنة المنظمة للبطولة حيث يوفرون التسهيلات لتقديم أفضل ما لدى المشاركين من عروض رائعة.
وعبّر لوكلو عن رضاه التام عن النتائج التي حققها في البطولة معتبرًا أنها خير إعداد لدورة الألعاب الأولمبية المقبلة في ريو دي جانيرو، مضيفًا: أنا أكثر من راضٍ لاسيما أن النتائج التي حققتها لم أكن أتوقعها، وهي مطابقة إلى حد ما لما حققته في دورة الألعاب الأولمبية السابقة في لندن.
ورأى لوكلو الذي بدأ في عالم السباحة في سن العاشرة أن المنافسات القوية في الدوحة تمثل له تحديًا خاصًا؛ لأنه اعتاد على تحقيق النتائج المميزة، مؤكدًا أن الخطوة المقبلة ستكون معسكرًا سيقيمه في قطر من أجل التحضير للدورة الأولمبية.
ومما لا شك فيه أن التراشق الكلامي بين فيلبس ولوكلوس كان قد بلغ الذروة حين سجل السباح الأميركي أفضل رقم في سباق 100 فراشة في بطولة الولايات المتحدة في سان أنطونيو الصيف المقبل؛ حيث قال السباح الجنوب أفريقي موجهًا كلامه إلى فيليبس: لا يمكن القول إنه من السهل أن تتسابق مع نفسك في بطولة محلية تعتبر أقل شأنًا من المنافسات الأولمبية، لكن سيكون من الصعب أن ترى خلفك تشاد لوكلو في الخمسين مترًا الأخيرة يلاحقك وأنصحه بالتفكير في ذلك مليًا.
ومايكل فيلبس (الدلفين البشري) يكبر منافسه الجنوب أفريقي بـ7 أعوام، وهو صاحب الرقم القياسي في عدد الميداليات الذهبية الأولمبية التي حملها حيث حصل حتى الآن على 22 ميدالية أولمبية منها 18 ميدالية ذهبية.