الجزائر ـ كونا
اعتاد الجزائريون على ترديد عبارة (وان تو ثري فيفا لالجيري) التي يطلقونها عقب كل فرحة وفي كل مناسبة سعيدة لكن لها طعما خاصا عندما تكون خلال مباريات كرة القدم.
لقد دوت عبارة (وان تو ثري فيفا لالجيري) أمس في العالم أجمع لكنها ترسخت في أذهان الجزائريين في مناسبات الفوز في مختلف المنافسات.
وأجمع الكثيرون في تصريحات متفرقة لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) على أن للعبارة "جذورا ضاربة في عمق التاريخ الجزائري قبل استقلال البلاد بسنتين" أي قبل تاريخ الخامس من يوليو 1962 وبالضبط في مظاهرات خرجت في 11 ديسمبر 1960.
ويرى العارفون بقصة (وان تو ثري فيفا لالجري) ومعناها (واحد اثنان ثلاثة تحيا الجزائر) ان المتظاهرين والغاضبين في 1960 رددوا عبارة مشابهة لها والقائلة باللغة الانجليزية (وي وونت تو فري) أي (نريد التحرر) وهي عبارة تبقى حدثا تاريخيا سجلت بأصوات من ذهب قبيل الاستقلال حيث كانت المظاهرات وقتذاك قد اخترقت العالم وصمت الأمم المتحدة حين خرج الجزائريون في مظاهرات شعبية عبر مختلف مناطق الوطن حاملين العلم الوطني مرددين بقوة التلاحم الشعبي وداعين الى التحرر .
وترسخت تلك العبارة عقب استقلال الجزائر لكنها تغيرت الى العبارة (واحد اثنان ثلاثة تحيا الجزائر) وبالضبط في منافسة ألعاب البحر المتوسط التي احتضنتها الجزائر سنة 1975 في ملعب (5 يوليو) والذي حضره الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين حيث جمعت المقابلة بين المنتخب الجزائري ونظيره الفرنسي وتخوف الجمهور وحتى الرئيس بومدين من أن يفوز المنتخب الفرنسي على حساب الجزائر.
وفاز المنتخب الجزائري في تلك المقابلة بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدفين وجنب الجمهور الجزائري صدمة أخرى حيث ردد المناصرون (وان تو ثري فيفا لالجيري).
وقال مدرب منتخب الجزائر السابق كرة القدم رابح سعدان في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) ان هذه العبارة ترسخت منذ عام 1975 وأصبحت علامة مسجلة للجزائريين أينما حلوا وارتحلوا وحتى لدى الجالية الجزائرية في المهجر.
ودوت تلك العيارة أمس في سماء ملعب (أرينا دابيسكادا) بمدينة كوريتيبا البرازيلية عقب تأهل المنتخب الجزائري للدور الثاني لنهائيات كأس العالم لكرة القدم.
وأصبح تردد هذه العبارة موجودا أيضا في الأغاني الوطنية والخاصة بالمنتخب الجزائري بل وتلهب حماس الجزائريين كثيرا في مختلف المنافسات الرياضية وخصوصا في كرة القدم.