أبوظبي ـ العرب اليوم
ودع المنتخب المغربي منافسات بطولة كأس العالم للناشئين تحت 17 عاماً بعد خسارته أمام نظيره كوت ديفوار بهدفين مقابل هدف في اللقاء الذي أقيم بينهما الثلاثاء بمدينة الفجيرة بالإمارات في منافسات دور الستة عشر للبطولة ليهدي تذكرة التأهل لدور الثمانية لمنتخب الأفيال. ويلتقي المنتخب الإيفواري مع الفائز من مواجهة تونس مع الأرجنتين التي تقام في وقت لاحق الثلاثاء بعد أن أنهى الأحلام المغربية في الصعود. تقدم منتخب الأفيال مبكراً في الدقيقة الخامسة عن طريق كيسي من ضربة جزاء بينما تعادل للمغرب يونس بنو مرزوق من تسديدة رائعة في الدقيقة 60 قبل أن يطلق أهيسان رصاصة الرحمة في الدقيقة 75 ويصعد بمنتخب بلاده لدور الثمانية. بداية اللقاء كانت تنذر بمعاناة دفاعية للمغرب في المباراة في ظل الهجمات الخطيرة التي شنها المنتخب الإيفواري منذ البداية عن طريق الثنائي ياكو ومايجا الذين اخترقا الدفاعات المغربية منذ اللحظات الأولى من عمر اللقاء وبالفعل جاء التقدم للأفيال في الدقيقة الخامسة من عرقلة من جانب المدافع محمد سعود للمهاجم الإيفواري ياكو ليحصل على إنذار ويهدي الأفيال ضربة جزاء يحرز منها كيسي هدف التقدم ليضع المغاربة في وضعية صعبة منذ البداية. ورغم الهدف إلا أن الأداء لم يختلف تماماً وظل لاعبو منتخب المغرب تائهين متأثرين بإهتزاز شباكهم مبكراً في ظل السيطرة الإيفواري على إيقاع اللقاء وكانت التسديدة القوية من لاعب الوسط كيتا ولكن الحارس باكوش كان له رأي آخر ووقف سداً منيعاً أمام إهتزاز الدفاع المغربي بشكل كبير أمام هجمات الأفيال. وبدا منذ الشوط الأول الفوارق البدنية لصالح الأفيال وهو ما يفتح الباب من جديد حول وجود تزوير في أعمار المنتخبات الأفريقية السمراء فالأعمار يبدو أنها تتجاوز ال17 عاماً في كوت ديفوار ولكن بواقع الحال المغرب لم يقدم العرض المنتظر وتأثر لاعبوه نفسياً بشكل كبير وحاولوا تنفيذ تعليمات المدرب عبد الله الإدريسي بتبادل التمريرات في وسط الملعب وإكتساب الثقة ولكن الإلتحامات البدنية كانت لصالح كوت ديفوار بشكل كبير وسط تراجع لمهاجمي أسود الأطلسي سواء عمر العرجون أو أشهبار وتصدى الحارس باكوش لإنفراد صريح من ياكو ، ومر الشوط الأول بدون فرص حقيقية للمغرب على المرمى الإيفواري سوى تسديدات بعيدة من العرجون والجعدي. الشوط الثاني كان مختلفاً نسبياً للمغرب فالحماس دب قليلاً مع بداية الشوط في قلوب لاعبي المغرب وبدت الأنياب الهجومية واضحة في المنتخب المغربي رغم عدم تدخل الإدريسي فنياً لتعديل أوضاع فريقه وواصل حارس المستقبل لأسود الأطلسي باكوش تألقه وذاد عن مرماه ببراعة من تسديدة قوية للاعب مايجا مهاجم كوت ديفوار. ورغم الهجمات المغربية التي افتقدت القوة المطلوبة لهز الشباك الإيفوارية إلا أن لاعبي أسود الأطلسي سيطروا على منطقة وسط الملعب بتبادل الكرات وانحصرت خطورة الأفيال في الجبهة اليسرى القوية ، ودفع الجناح الأيمن ثمن شجاعته وحرمانه لاعب كوت ديفوار مايجا من التصويب على مرمى باكوش داخل منطقة الجزاء ليتعرض لإصابة قوية غادر على إثرها الملعب في الدقيقة 55 لصالح زميله محسن سمايكي ، وبدأ لاعبو المغرب الاقتراب من المرمى الإيفواري بتمريرات عرضية وضربة رأس من جانب الصبار علت العارضة. وجاءت المفاجأة السعيدة في الدقيقة 60 عن طريق المهاجم يونس بنو مرزوق الذي راوغ ببراعة مدافعي الأفيال خارج منطقة الجزاء وأطلق تسديدة صاروخية اصطدمت بالقائم الأيسر وهزت الشباك الإيفوارية لتعلن التعادل وهو ما دب الحماس في قلوب أسود الأطلسي الذين انتفضوا بغية خطف اللقاء وإحراز هدف الفوز ، وحاول الإدريسي تنشيط هجومه بالدفع باللاعب الساخي على حساب أشهبار الذي لم يقدم شيئاً يذكر خلال فترة مشاركته. الثغرات الدفاعية كانت مستمرة في صفوف المنتخب المغربي خاصة من ناحية رشيد الخضراوي ومحمد سعود وبدأ منتخب كوت ديفوار العودة من جديد للمباراة والضرب بقوة في عمق الدفاعات المغربية بتمريرات مؤثرة وتسديدات قوية تصدى لها الحارس باكوش ولكن الجناح السريع أهيسان ألقى بكلمة الفصل وسجل الهدف الثاني للأفيال في الدقيقة 75 بعد مراوغة لمدافعي المغرب وإنطلاقة سريعة من الجبهة اليمنى ويسددها لتمر من بين أيدي حارس المغرب وتعلن تقدم جديد لمنتخب كوت ديفوار. الربع ساعة الأخيرة شهدت سيطرة متواصلة من جانب كوت ديفوار وكاد جيموه أن يخطف هدفاً ثالثاً من تسديدة متقنة تصدى لها باكوش ببراعة ، وألقى الإدريسي بآخر أوراقه بالدفع بالمهاجم الناصيري بدلاً من لاعب الوسط الجعدي ومرت الدقائق الأخيرة بدون هجمات مؤثرة للمغرب إلى جانب إنكماش دفاعي لمنتخب كوت ديفوار بعد تغييرات مدربه إبراهيم كمارا الذي دفع بلاعبي وسط هما ديابي وبيديا ليقوم بتأمين الفوز ويخرج بمنتخب الأفيال فائزاً بتذكرة التأهل.