مدريد ـ أ.ف.ب
كان الإعلان عن نبأ موافقة المدرب الأسباني الشهير جوسيب جوارديولا على تدريب نادي بايرن ميونيخ الألماني لكرة القدم بدءا من تموز/يوليو المقبل بعقد يمتد لثلاثة أعوام بمثابة مفاجأة كبيرة في أسبانيا. وأعلن نادي بايرن ميونيخ أن جوارديولا 41″ عاما” سيتولى منصب المدير الفني للنادي البافاري الصيف المقبل, بعقد يمتد لثلاثة أعوام, خلفا للمدرب الحالي يوب هاينكس الذي ينتهي عقده في 30 حزيران/يونيو المقبل والذي أعلن أنه سيعتزل عالم التدريب. وكانت أسبانيا تعتقد أن جوارديولا المدرب السابق لبرشلونة سينتقل للتدريب في الدوري الإنجليزي وجاء نبأ تعاقد بايرن ميونيخ مع جوارديولا في نفس اليوم الذي تحدث فيه المدرب برسالة فيديو في الذكرى ال`150 لتأسيس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم مؤكدا أنه يعتزم العمل في الدوري الإنجليزي الممتاز في مرحلة ما. وفي الاسبوع الماضي قال جوارديولا, أنه ربما يكون مهتما بالتدريب في إيطاليا التي شهدت لعبه في صفوف ناديي بريشيا وروما, كما ربطت تقارير صحفية بينه وبين منصب المدير الفني في قطر التي شهدت أيضا لعبه فيها خلال عصره الذهبي. ويعد جوارديولا علامة بارزة في عالم التدريب حيث سبق له اللعب في صفوف برشلونة قبل أن يعيش تجربة فريدة من نوعها مع الفريق خلال توليه منصب المدير الفني بين عامي 2008 و2012 حيث قاد الفريق لإحراز 14 لقبا من بينها احراز لقب دوري أبطال أوروبا مرتين ولقب مونديال الأندية مرتين.. ولكن أخذ هدنة من التدريب في الموسم الحالي وعاش في نيويورك منذ ذلك الحين. وذكرت محطة “راك-1″ الإذاعية الكاتالونية “إنها مفاجأة لنا جميعا كنا واثقين من أنه سيذهب إلى إنجلترا أو إيطاليا . لم يكن أحد يتوقع أن يذهب إلى ألمانيا”. ومن جانبه أوضح “راديو ماركا” “كان يمكن اختياره لأي منصب تدريبي في العالم, نظرا لسجل انجازاته . المفاجئ في هذا الأمر أنه لم يكن لديه أي اتصالات مطلقا بألمانيا”. وأثارت محطة راديو ماركا الشكوك حول إمكانية نجاح جوارديولا مع بايرن ميونيخ, مثلما نجح مع برشلونة. وأضافت “بقدر ما نعلم فإنه لا يتحدث الألمانية, وهذه ربما تكون مشكلة أيضا . عندما تولى تدريب برشلونة , فإنه كان يعلم بالعادات والبيئة المحيطة هناك بعدما لعب هناك خلال مسيرته كلاعب”. وأوضحت المحطة كل شيء سيكون جديدا بالنسبة له في ميونيخ, اللغة الثقافة طريقة اللعب”. كما أعربت المواقع الالكترونية لصحف “سبورت” و”موندو ديبورتيفو” وآس” عن دهشتها ازاء اختيار جوارديولا لبايرن ميونيخ. كان يوهان كرويف قد قرر في عام ,1990 بناء فريق برشلونة اساسه وركيزته جوارديولا الذي كان في التاسعة عشرة من عمره والذي كان نحيلا ولكنه يمتلك فكرا عالياوثقة كبيرة بالنفس. وكان كرويف يعتمد بشكل أساسي على الصاعد لويس ميلا في خط الوسط, لكنه لم ينزعج مطلقا حينما انتقل اللاعب إلى ريال مدريدلأن لديه جوارديولا ينتظر الفرصة المناسبة لكي ينقض عليها. وخلال العقد التالي , كان جوارديولا الركيزة الاساسية لخط وسط برشلونة, من خلال قيادته و دقته والقدرة على اختراق دفاعات الخصم الحصينة من خلال تمريراته المتقنة . وأزرف الكثيرون الدموع في كامب نو في أيار/مايو ,2001 حينما قرر جوارديولا الذي كان قد بلغ الثلاثين من عمره حينذاك, نقل تجربته الاحترافية إلى الخارج. وتأثرت تجربة جوارديولا في إيطاليا بحصوله على عقوبة الإيقاف بسبب تعاطيه لعقار ناندرولون, خلال فترة لعبه في بريشيا, ولكن تمكن من خلال صبره والمثابرة نجح أخيرا في الغاء العقوبة. وأنهى جوارديولا مسيرته كلاعب في قطر والمكسيك, ثم عاد إلى برشلونة ليسلك المسار التدريبي في النادي الكاتالوني. وفي عام ,2007 تولى جوارديولا تدريب الفريق الثاني بنادي برشلونة الذي يشارك بدوري الدرجة الثالثة الأسباني, وقاد الفريق للصعود إلى الدرجة الثانية . وفي العام التالي اثار رئيس النادي حينذاك خوان لابورتا علامات استفهام كبرى عبر منحه منصب المدير الفني للفريق الأول لبرشلونة, رغم انه يفتقد إلى الخبرة التدريبية. وتشكك الكثير من الخبراء, في قدرة جوارديولا البالغ من العمر حينذاك 37 عاما, على قيادة فريق بحجم برشلونة ولكنه اذهلهم عبر قيادة برشلونة لأزهى الفترات في تاريخه حيث فاز بلقب دوري أبطال أوروبا مرتين ولقب مونديال الأندية مرتين بجانب الفوز بلقب الدوري الأسباني ثلاث مرات. ورغم ذلك فإن الشهرة الطاغية التي اكتسبها جوارديولا لا تستند فقط إلى فوزه ب`14 لقبا مع برشلونة..فلقد أسس فريقا يتمتع بالجاذبية والسحر في ظل وجود الساحر الأرجنتيني ليونيل ميسي ونجمي خط الوسط تشافي هرنانديز واندريس انييستا. كما منح جوارديولا الفرصة للعديد من اللاعبين الصاعدين, من قطاعات الناشئين في برشلونة, وفي مرات عديدة دفع بفريق كامل مكون من لاعبين في ريعان الشباب. ولكن جوارديولا قرر في حزيران/يونيو ,2012 التنحي عن تدريب برشلونة وترك المسئولية لمساعده تيتو فيلانوفا وذهب مع عائلته للعيش في نيويورك. ولدى سؤاله حول سبب اختياره العيش في نيوروك أجاب المدرب الشاب بأنه بذلك يمكنه السير في الشوارع بهدوء وبدون التعرف عليه والتزاحم عليه.