القاهرة – محمد فتحي
أكّد رئيس مجلس الوزراء المهندس إبراهيم محلب أنَّ قرار رفع أسعار المحروقات كان الخيار الوحيد أمام حكومته، وأنه لم يكن أمامهم أي بديل لتعافي الاقتصاد المصريّ سوى ذلك، وأشار إلى أنه على الشعب أن يعلم جيِّدًا أن هذا الإجراء الصعب يأتي في صالحه وصالح أبنائه مستقبلًا.
وأضاف في حديث خاص إلى "العرب اليوم "أن الحكومة تسعى من الآن إلى أن تعيد الاقتصاد المصري إلى سابق عهده وتحاول أن تعبر إلى بر الأمان حتى لا يتحكم أحد في قراراتنا، مؤكدًا أن من يملك قوته يملك قراره، حسب قوله.
وأشار محلب إلى أن حكومته تبذل قصارى جهدها لضبط الأسواق ومراقبة الأسعار ومنع الاستغلال والاحتكار بالإضافة إلى توسيع المنافذ الخاصة بالمجمعات الاستهلاكية لتشمل كل السلع الأساسية للمواطن وبعض السلع التكميلية وبأسعار مناسبة من أجل تفويت الفرصة على المحتكرين.
وأكد أن أي قرار في بداية تطبيقه سيواجه موجة كبيرة من الاعتراضات من جانب المواطنين واستغلال الظروف من بعض التجار ومعدومي الضمير، لافتًا إلى أنه بالصبر والتوعية والإصرار علي المضي في الطريق سيتم تجاوز تلك المصاعب تدريجيًّا، وشدد على ضرورة قيام الإعلام بدوره الإيجابي ليوضح للمواطن المصري أن تلك الإجراءت في صالحه.
واعتبر محلب، أن هذا الإجراء تأخر عشرات السنين لأن الاقتصاد المصري لن يتعافي ولن يعود إلى قوته إلا بعد وجود حلول جذرية لتخفيض عجز الوازنة العامة تدريجيًّا لأن السياسيات الخاطئة والخوف من التصادم مع الشعب هو الذي أجَّل تلك القرارات، على حدّ قوله، مؤكِّدًا أن من يدفع ثمنها في النهاية هم أبناء الشعب المصري.
وطالب رئيس مجلس الوزراء، كل أبناء شعب مصر المخلصين بالتبرع لصندوق "تحيا مصر" ومساندة الوطن في أزمته لأن هذه الأموال سوف توجه إلى مشروعات تنموية كبيرة تعود بالنفع على الشعب، مشيرًا أنها توفّر آلافًا من فرص العمل وتحدّ من البطالة وهو ما يعود بالنفع على الشعب كله .
وعن مؤتمر "دعم مصر المقرر عقده عقب شهر رمضان أشار رئيس الوزراء إلى أنها فرصة كبيرة لعرض العديد من المشروعات الكبيرة وجذب رؤوس الأموال العربية وتشجيع الاستثمار من خلال مشروعات عملاقة، مؤكِّدًا على ضرورة عدم التعويل على هذا الموضوع، بل يجب أن نجعله عاملًا مساعدًا لتعافي الاقتصاد جنب إلى جنب مع المشروعات لكبيرة المقرر طرحها قريبًا.
وناشد محلب في نهاية حديثه مع "مصر اليوم" المواطنين بالإيجابيّة التي سيكون لها دور كبير في مواجهة جشع التجار واستغلال الظروف، مؤكِّدًا على أن الحكومة وحدها من دون وجود الشرفاء من أبناء مصر للتعاون معنا لن ننجح، ومشدِّدًا على تكاتف وتضحية من كل أبناء مصر لمواجهة التحديات.