دبي ـ سعيد المهيري
كشف رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في "المنتدى الاقتصادي العالمي" ميروسلاف دوشيك، أن الإمارات أبدت استعداداً لتبني وتطبيق الفرضيات الجديدة المتوقع أن تخرج بها اجتماعات مجالس المستقبل التي تبدأ اجتماعاتها اليوم في دبي لتصبح الدولة بذلك مركزاً تنطلق منه أهم المبادرات العالمية والتطبيقات القائمة على التقنيات الأحدث والأكثر ابتكاراً.
وأكد في حوار صحافي "أهمية الثورة الصناعية الرابعة التي تنتظر العالم في المرحلة المقبلة. وقال إن مجالس المستقبل العالمية هي مبادرة جديدة كلياً تختلف عن مجالس الأجندة العالمية التي كانت تعقد في الإمارات على مدى السنوات الثماني الماضية، وقال إنها تمثل التطور الطبيعي في علاقة المنتدى الاقتصادي العالمي وشراكته مع الإمارات".
وأكد تفاؤل المنتدى الاقتصادي العالمي حيال الأداء الاقتصادي للإمارات مرجحاً أن يتجاوز النمو الاقتصادي للدولة في العام الجاري 3%، وهو معدل إيجابي للغاية في ظل المعطيات العالمية. واعتبر أن الإمارات تعد الاقتصاد الأكثر تنوعاً وتنافسية على مستوى اقتصادات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وهي في المرتبة 16 عالمياً بين أكثر الاقتصادات تنافسية.
وقال دوشيك: "لا شك في أن هذه التغييرات تحدث بسرعة، وتماماً كما كتب البروفيسور كلاوس شواب في مقالته بعنوان "قيادة منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نحو المستقبل"، ينبغي أن تكون القيم السائدة في المنطقة سمة أساسية في كافة التكنولوجيات الجديدة. وإن المؤتمرات العالمية كالاجتماع السنوي لمجالس المستقبل العالمية 2016 تساعد على خلق رؤية مشتركة لكافة دول المنطقة تتضمن القيم الثقافية الفريدة للعالم العربي.
وأضاف: "لطالما كانت دولة الإمارات شريكاً حقيقياً للمنتدى الاقتصادي العالمي، وإننا نتطلع إلى الأيام المقبلة بأمل كبير. معاً يمكننا أن نتساعد على بناء عالم عربي أكثر استدامةً، أكثر شمولاً، وأكثر نجاحاً.الصحيح أن أحداً لا يمكنه التكهن بالمستقبل، لكن مما لا شك فيه أننا نستطيع أن نشارك في تشكيل المستقبل وصياغته.
وسئل كيف ترون الوضع الاقتصادي العالمي في المرحلة الراهنة؟ وما هي برأيكم تأثيرات انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة في الاقتصاد العالمي؟
أجاب أن "القضية الأبرز على ساحة الاقتصاد العالمي هي محدودية النمو، نعم هناك نمو لكنه ليس كافياً لكفالة الاستدامة، كما أن العالم يواجه اليوم أزمة في التوظيف مع ارتفاع مستويات البطالة، فهناك نمو لكن بدون وظائف جديدة، هناك نمو لا يكفي لتلبية متطلبات أسواق العمل.
كما أن هناك دولاً ما زالت تعاني تبعات الأزمة المالية العالمية، ولم تتمكن من تجاوزها، والسؤال الأكثر إلحاحاً هو إن كانت هذه الدول ستنجح في العودة للنمو والتعافي أم لا؟"
أما بالنسبة لانتخاب ترامب فما زال الوقت مبكراً للحكم على تبعات فوزه على الاقتصاد العالمي، فنحن لا نزال بحاجة للاطلاع على سياسة الإدارة الأميركية الاقتصادية الجديدة .
واضاف: "نحن جد متفائلين حيال النمو الاقتصادي للإمارات، ومن المتوقع أن تسجل الدولة مستوى نمو اقتصادي لا يقل عن 3% هذا العام على الرغم من تأثيرات التراجع الحاد في أسعار النفط العالمية منذ عام 2014. ويرجع السر وراء تفاؤلنا إلى إرادة التطور والنمو المستمرة للإمارات والسرعة الفائقة في تبني وتطبيق المبادرات المكرسة للنمو والقائمة على أحدث التطبيقات والتقنيات، وليس فقط على مستوى الاقتصاد والتكنولوجيا لكن الحوكمة والابتكار".