أبوظبي - السعودية اليوم
قال وزير إماراتي، أمس، إن العالم سيبقى في حاجة إلى النفط والغاز لعقود عديدة مقبلة، مشيراً إلى أنه يجب أن يكون قطاع النفط والغاز في صلب الحوار حول تغير المناخ، وأن القطاع يلعب دوراً مهماً في الانتقال إلى مستقبل منخفض الكربون، وأوضح الدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) ومجموعة شركاتها، أن «الحد من انبعاثات الكربون يعد هدفاً مشتركاً، لكن لا ينبغي أن يقوض هذا الهدف قدرة الاقتصادات الناشئة على النمو ومنح شعوبها مستقبلاً أفضل»، موضحاً أن العالم في حاجة إلى إنشاء الآليات الصحيحة من حيث التمويل ومزيج الطاقة والتنمية الاقتصادية الشاملة التي تحقق التوازن الضروري بين التنمية الاقتصادية والحد من تداعيات تغير المناخ.
وأشار إلى أن الإمارات تستثمر في خفض انبعاثات الكربون في عملياتها في قطاع النفط، وقال «تمتلك الإمارات ميزة مزدوجة في هذا المجال، فقد أرست القيادة مبادئ الريادة البيئية كجزء أساسي من اقتصادنا. ولدينا أيضاً ميزة طبيعية جعلت موارد النفط والغاز لدينا من الأقل عالمياً بالنسبة للانبعاثات الكربونية.
ونحن نعمل على تعزيز هذه المكانة من خلال خفض كثافة مستويات انبعاثات الكربون بنسبة 25 في المائة إضافية على مدى السنوات العشر المقبلة من خلال تعزيز الكفاءات وتوسيع المنشأة التي أقمناها لالتقاط واستخدام وتخزين ثاني أكسيد الكربون، والتي تعد الأولى والأكبر في المنطقة».
وأوضح أن الإمارات تستكشف آفاق الوقود المستقبلي، مثل الهيدروجين، الذي يمكن أن يحدث تحولاً في قطاع الطاقة. وقال، إن «أدنوك» تنتج حالياً نحو 300 ألف طن من الهيدروجين سنوياً كجزء من عملياتها الصناعية، وهي تستكشف الفرص التجارية في هذا المجال في أسواق آسيا وأوروبا؛ وذلك لوضع دراسة جدوى تمكّنها من أن تصبح مورداً رئيسياً للهيدروجين الأزرق.
وجاء حديث الجابر خلال فعاليات الدورة الخامسة من «منتدى الطاقة العالمي للمجلس الأطلسي» الذي انعقد افتراضياً في العاصمة أبوظبي ضمن فعاليات «أسبوع أبوظبي للاستدامة»، وذلك خلال جلسة تفاعلية مع آموس هوشتاين، المبعوث الأميركي الخاص والمنسق السابق لشؤون الطاقة الدولية في الولايات المتحدة الأميركية.
وأكد أن الإمارات والولايات المتحدة تربطهما علاقات متينة تقوم على المبادئ والقيم المشتركة والمصالح الاستراتيجية، معرباً عن تفاؤله بشأن تعزيز العلاقات التجارية في مختلف القطاعات، كما أشار إلى تطلع بلاده للعمل عن قرب مع الولايات المتحدة بهدف توحيد الجهود العالمية للتصدي لتداعيات تغير المناخ وتسريع التعافي الاقتصادي في مرحلة ما بعد «كوفيد»، ودعا إلى الاستثمار الذكي في مصادر الطاقة الجديدة لخلق مزيج متنوع من مصادر الطاقة.
إلى ذلك، أعلنت دائرة الطاقة في أبوظبي عن إطلاق «سياسة إنتاج الطاقة من النفايات» في الإمارة بهدف دعم تحول إمارة أبوظبي نحو اقتصاد أكثر استدامة من خلال تعزيز دور وأهمية الاقتصاد الدائري.
وقال محمد الفلاسي، وكيل دائرة الطاقة في أبوظبي، إن الدائرة تعمل وفق منهجية متكاملة لتطوير كامل قطاع الطاقة وفق رؤية مستقبلية تضمن استدامة الموارد الطبيعية والحفاظ على البيئة من أجل الإيفاء بالتزامات القطاع تجاه زيادة الطلب على الطاقة خلال السنوات المقبلة، مشيراً إلى أن سياسة إنتاج الطاقة من النفايات تعد خطوة مهمة في سبيل تعزيز قطاع توليد الطاقة من النفايات وزيادة الاستثمار فيه وتحقيق الاستفادة المثلى من هذا المصدر الحيوي لتوليد الطاقة وإعادة استخدامها في مختلف القطاعات الحيوية.
قد يهمك أيضًا
"أدنوك" تعلن عن إبرام صفقة جديدة بـ20 مليار درهم لاستقطاب استثمارات أجنبية
“توتال” الفرنسية تتفق مع أوغندا على مد خط أنابيب لنقل النفط الخام