واشنطن - السعودية اليوم
أشعلت وكالة ناسا النار عمدا في مركبة فضائية لمعرفة ما إذا كان "آكل الدخان" وجهاز غسل غاز ثاني أكسيد الكربون يمكن أن يجعل مهمات القمر المستقبلية أكثر أمانا لرواد الفضاء، حيث تستمر التجربة، المسماة "مشروع إيضاح السلامة من الحرائق في المركبة الفضائية الرابعة" (Spacecraft Fire Safety Demonstration Project IV )، أوSaffire IV، في برنامج بحثي يهدف إلى فهم أفضل لكيفية تصرف الحريق في الفضاء.
وهناك ست تجارب مخططة في المجموع، حيث يتم كل تكرار داخل مركبة الشحن الفضائية سيغنوس ( Cygnus)، التي أطلقت بواسطة شركة نورثروب غرومان للأنظمة الفضائية ( Northrop Grumman)، حيث ركزت تجربة Saffire الأخيرة على اختبار معدات النموذج الأولي التي يمكن استخدامها في مركبة أوريون الفضائية المتجهة إلى القمر، حيث تخطط ناسا لهبوط رواد الفضاء على سطح القمر في عام 2024 في إطار برنامج أرتميس.
وتستأجر وكالة ناسا كبسولات سيغنوس لإرسال التجارب والطعام والضروريات الأخرى إلى رواد الفضاء في محطة الفضاء الدولية. ونظرا لأن المركبة الفضائية غير مأهولة ويتم تدميرها بشكل متعمد في الغلاف الجوي للأرض بعد كل مهمة، فإنها تقدم منصة مثالية لاختبار كيفية اشتعال النار ونموها وانتشارها في الفضاء، حيث ينتظر المحققون حتى تصبح سيغنوس على مسافة آمنة من المختبر المداري، ثم إضرام الحريق فيها بينما تتجه المركبة الفضائية إلى زوالها.
وقال غاري روف، مدير مشروع Saffire من مركز غلين للأبحاث بكليفلاند في ناسا خلال بيان: "نريد أن نأخذ ما تعلمناه من تجارب Saffire الثلاث الأولى ونرى كيف تنتشر النيران وتنمو في ظروف مركبة فضائية أخرى. لقد قمنا أيضا بتزويد Saffire IV بمزيد من المعدات لمعرفة مدى فعالية اكتشاف الحرائق وقياس منتجات الاحتراق وتقييم الاستجابة المستقبلية للحريق وتقنيات التنظيف".
وتم بناء تجربة Saffire IV من قبل شركة Zin Technologies Inc. في كليفلاند والتي ملأت قمرة مركبة الشحن بأجهزة استشعار. ورصدت هذه الأجهزة مستويات الأكسجين وثاني أكسيد الكربون ودرجات حرارة الهواء وتركيز الدخان وقطر عمود الدخان. كما تضمنت التجربة أربع كاميرات لمشاهدة كيفية نمو اللهب وانتشاره. وبالإضافة إلى اللهب نفسه، اختبرت التجربة مرشحا يلقب بـ"آكل الدخان".
وعلى الرغم من أن نتائج Saffire IV لا تزال قيد التحليل، أصدرت وكالة ناسا مقطع فيديو أولي يظهر نوعا خاصا من القماش المصنوع من القطن والألياف الزجاجية المشتعلة والمتوهجة بعد انتشار النار من خلاله. وستتم مقارنة نتائج هذه التجربة الأخيرة، التي اشتعلت فيها نيران أطول وأقوى، بالتجارب السابقة ضمن Saffire IV.
وبدأت التجارب السابقة بحرائق أصغر وصلت بسرعة إلى حجم ثابت، وفقا لبيان وكالة ناسا، (على النقيض من ذلك، تنمو الحرائق على الأرض عادة لفترات زمنية أطول)، حيث أثر حجم المركبة الفضائية أيضا على تجارب الحريق أكثر مما توقع العلماء. ومن المقرر إجراء تجربتي Saffire IV التاليتين في أكتوبر 2020 ومارس 2021. وبشكل عام، تم تصميم التجارب لتعليم خبراء رحلات الفضاء كيفية تجنب الكارثة عندما تكون الطواقم بعيدة عن الأرض ولا يمكنها إخلاء الكبسولة في حالة استمرار النيران.
قد يهمك ايضا :
"ناسا" تؤكّد اقتراب كُويكب مِن الأرض على مسافة أصغر مِن بُعد القمر عنَّا