أبو ظبي ـ سعيد المهيري
ودع رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، الأحد، محطة الفضاء الدولية، حيث يستعد رفقة فريق "كرو-6” للعودة إلى الأرض. وفي تغريدة على حسابه الرسمي في منصة "إكس" (تويتر سابقا)، قال النيادي: "للفضاء.. لن أقول وداعا بل إلى اللقاء".
وانفصلت مركبة دراغون بنجاح عن محطة الفضاء الدولية، وفقا لما أكدته وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" وشركة "سبيس إكس" السبت في الساعة 03:05 عصرا بتوقيت الإمارات.
ومن المنتظر أن تهبط المركبة على الأرض في 4 سبتمبر الساعة 08:07 صباحا بتوقيت الإمارات؛ وذلك حسب ظروف الطقس. وبحسب مركز محمد بن راشد للفضاء، فإن مراحل عودة مركبة "دراغون" التي تحمل على متنها سلطان النيادي وزملاءه إلى الأرض، تشمل 7 مراحل:
الأولى: تتمثل في اشتعال محركات الدفع، لمغادرة المحطة الدولية.
الثانية: تتمثل باشتعال محركات الدفع لتخفيض المدار.
الثالثة: فهي عبارة عن انفصال قاعدة المركبة.
الرابعة: تتمثل في اشتعال محركات الدفع للخروج من مدار المحطة.
الخامسة: تتمثل بالدخول إلى الغلاف الجوي للأرض.
السادسة: عبارة عن فتح مظلات المركبة.
السابعة: هبوط المركبة دراغون في الماء.
وكان قد شارك رائد الفضاء سلطان النيادي، بنحو 200 تجربة علمية، خلال تواجده على متن محطة الفضاء الدولية ضمن رحلته التي استمرت ستة أشهر، ليختتم بعد عودته بنجاح إلى الأرض أطول مهمة فضاء عربية.
جرت التجارب العلمية بالتعاون مع وكالات فضاء عالمية وجامعات إماراتية، وتوزعت على مجالات مختلفة، مثل زراعة النباتات، والعلوم الإنسانية، وتقنيات استكشاف الفضاء وسلوكيات السوائل وعلم المواد وإنتاج البلورات، وغيرها من التجارب العلمية المميزة، التي تفيد المجتمع العلمي العالمي والباحثين والطلاب داخل الإمارات وحول العالم.
تضمنت التجارب العلمية، تجربة إنتاج بلورات البروتينات الخاصة بالأجسام المضادة “PCG2”، على متن محطة الفضاء الدولية، داخل مختبر وحدة "كيبو" اليابانية، وهي التجربة التي تم إرسالها إلى المحطة الدولية على متن مركبة “دراجون إكس–28” .
وركزت تجربة إنتاج بلورات البروتينات الخاصة بالأجسام المضادة على جزيء البروتين “GIRK2” الذي يؤثر في معدل ضربات القلب و له صلات أيضا بالعديد من الحالات الصحية الخطيرة، مثل الصرع، وعدم انتظام ضربات القلب، والإدمان.
وشارك النيادي خلال تواجده في محطة الفضاء الدولية، بتجربة علمية مهمة استهدفت دراسة أنماط النوم لرواد الفضاء في بيئة الجاذبية الصغرى حيث ارتدى رائد الفضاء النيادي، خلال التجربة جهازًا يوضع على الرأس لالتقاط مجموعة من البيانات المتعلقة بالنوم، مثل فترات دورة النوم، وتغيرات معدل ضربات القلب أثناء النوم وغيرها من الوظائف الحيوية.
استهدفت التجربة تقديم نتائج علمية تساعد في تخطيط وتطوير العلاجات اللازمة للمشكلات الذهنية الناجمة عن الظروف المحيطة برواد الفضاء بهدف تحسين نوعية النوم والصحة العامة خلال المهمات الفضائية طويلة الأمد.
وشارك سلطان النيادي أيضا في إحدى التجارب بالتعاون مع جامعة ستانفورد واستهدفت معرفة آثار الأدوية السريرية على خلايا القلب في الفضاء، بما يسهم في المساعدة على منع مخاطر الإصابة بأمراض القلب لرواد الفضاء.
وتضمنت التجارب كذلك المشاركة بتجربة بالتعاون مع وكالة الفضاء الكندية، وجامعة سيمون فريزر وجامعة داكوتا الشمالية، وذلك لتحليل مدى تأثير بيئة الجاذبية الصغرى على وظائف القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي.
استهدفت الدراسة مراقبة التغيرات في كيفية تحكم أجهزة القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي لرواد الفضاء في ضغط الدم، بهدف ضمان بقاء الطاقم بصحة جيدة في طريق عودتهم من الفضاء.
وشهد شهر مايو الماضي،، إجراء عدد من التجارب العلمية الخاصة بالجامعات الإماراتية والتي اختارها مركز محمد بن راشد للفضاء ليجريها “ النيلدي”على متن محطة الفضاء الدولية وتضمنت مشروعين بحثيين من جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية.
ركز المشروع الأول على تقييم تأثير بيئة الجاذبية الصغرى في الفضاء على التفاعل بين القلب ووضعية الجسم، بينما عمل المشروع الثاني على دراسة خلايا الفم والأسنان على الأرض في بيئة تحاكي الجاذبية الصغرى.
وخلال أغسطس الجاري، شارك النيادي في تجربة علمية لدراسة مُسببات الأمراض في الفضاء وجرت بالتعاون مع جونسون للفضاء التابع لوكالة ناسا و سيتم تحليل نتائج الدراسة من خلال عينات الحمض النووي للنيادي، التي تم جمعها في الفضاء وعلى الأرض.
وتحلل التجربة مسببات الأمراض الميكروبية التي قد توجد داخل محطة الفضاء الدولية، وتهدف إلى تقديم فهم شامل لتأثيرات مُسببات الأمراض على نظام المناعة لدى رواد الفضاء.
ومن شأن التجارب التي أنجزها رائد الفضاء سلطان النيادي أن تسهم في تعزيز الجهود العلمية من قبل الجامعات والمؤسسات البحثية، بما يساهم في الوصول إلى بيانات ونتائج تفيد البشرية.