شاب سوري يحول منزله إلى حديقة لأندر الحيوانات

بعدما أطاحت الحرب بحديقة الحيوان التي كان يملكها على طريق مطار دمشق الدولي، قام شاب سوري بتحويل منزله في مدينة دمشق إلى حديقة حيوان فريدة، بانيا أسرة يتآخى فيها مع الأسود والنمور والدببة وأنواع كثيرة أخرى من أعتى الحيوانات المفترسة، غير متوقف عن السعي نحو تحقيق مشروعه "الحلم" ببناء حديقة حيوانات في بلده سورية، رائدة على مستوى الشرق الأوسط.

تحدث مربي الحيوانات المفترسة ومروضها سامر الحمصي عن تجربته  خلال حديث صحافي : "بدأت هوايتي بتربية الحيوانات منذ أكثر من 25 عاما عندما آويت قطة وولدت في منزلي ولفتني الحنان الذي تبديه لصغارها "شبارقها"، وكذلك الألفة التي نمت بيني وبينها، لقد ولعت بها، وأثار ذلك لدي الرغبة باقتناء أنواع أخرى من الحيوانات، فبدأت باستيراد أنواع مختلفة من الكواسر، ومن خلال مشاركتي بالعديد من المهرجانات المحلية لاحقاً، ازدادت رغبتي بالتوسع في هذه الهواية، حيث اقتنيت شبلاً ورعيته ليكبر وينمو، فاكتشفت أن تربيتي لهذه الحيوانات المفترسة تحولها إلى حيوانات أليفة، ومع مرور الزمن بت أملك حديقة حيوان متكاملة.

أقرأ أيضا "بيتي" أول نبتة في العالم تلتقط سيلفي لنفسها في حديقة الحيوان في لندن

وأضاف الحمصي:"تجربتي هذه زادت من عشقي للحيوانات وخاصة الكاسرة منها، ولم يكن لدي أي هدف "تجاري" من تربيتي للحيوانات ولكن مع ازدياد أعداد وأنواع هذه الحيوانات باتت تكاليف تربيتها ورعايتها أكبر بكثير من قدرتي المادية، وخاصة أن جميع زوار "الحديقة" يشاهدون الحيوانات مجاناً، وهو ما دفعني لبيع بعض "الأشبال" لأتمكن من تغطية المصاريف ورواتب العمال وتوفير طعام الحيوانات الذي يبلغ يوميا نحو طن من اللحوم، ويساعدني في القيام بهذه المهمة بعض الأصدقاء ومربي المواشي والدواجن من خلال تزويدي بحيواناتهم النافقة بأسعار ميسرة.

وحول علاقته بحيواناته لفت الحمصي إلى أن "البعض يظنون أن تربية الحيوانات المفترسة تتطلب إنسانا شرسا وحاد الطبع، ولكن العكس هو الصحيح، فتربية الحيوان تحتاج شخصا عاطفيا يمتلك قدرا كبيرا من الحنان، فعندما يمرض لدي أحد الحيوانات فإن ذلك يؤلمني ويدفعني للسهر على تقديم الرعاية اللازمة له حتى يتماثل للشفاء، وأنا أقوم شخصيا بمعالجة حيواناتي وأزودها بجميع اللقاحات والأدوية اللازمة، وباختصار أنا أربي هذه الحيوانات وأحيطها بالحنان والرعاية التي أوفرهما لابنتي الوحيدة.

وتابع الحمصي: "إن 10 سنوات من العمل الدؤوب والمضني في تربية الحيوانات وإكثارها وتهجينها أثمرت لدي أنواعا نادرة وباهظة الثمن، فالآن أمتلك ستة من الأسود البيضاء التي تعد من أغلى الحيوانات ثمنا في العالم، إضافة إلى سلالات أخرى من الحيوانات مكنتي من ترميم "الحديقة" التي أطاحت بها اعتداءات المسلحين خلال سنوات الحرب.

وأوضح الحمصي: "كنت أمتلك مزرعة حولتها لحديقة للحيوانات على طريق مطار دمشق الدولي تضم معظم أنواع الحيوانات المفترسة إضافة إلى أنواع أخرى من الحيوانات العاشبة، وخلال سنوات الحرب قامت المجموعات الإرهابية بقصف هذه المزرعة ما أدى إلى قتل عدد من الحيوانات النادرة كالفهد الأسود والزرافات وغيرها، وإلى إغلاق هذه المزرعة، ولذلك نقلت حديقة الحيوان إلى منزلي في دمشق وأعدت ترميم الأنواع التي تحتويها، من النمور والأسود والدببة السورية والروسية والطيور النادرة على المستوى العالمي.

وقال الحمصي: "لدي حلم يتجلى بإنشاء حديقة حيوان رائدة على مستوى الشرق الأوسط في بلدي سورية، وقد تقدمت بطلب إلى محافظ دمشق منذ سنة تقريبا وحتى اليوم لم ألق الرد".

قد يهمك أيضا

مصر تفقد آخر فيل في البلاد في حديقة الحيوان عن عمر ناهز الـ 40 عامًا

مدير حديقة الحيوان في مصر يكشف مصير تمساحي المهندسين