بركة الزواج تساوي حياة أطول
نيويورك ـ مادلين سعادة
قال فريق من العلماء الأميركان إن الزواج هو المدخل لحياة أطول، وإنه يزيد من فرص تخطي المرء لمرحلة منتصف العمر، فقد أجرى هؤلاء العلماء دراسة مقارنة بين مجموعة من الأفراد الذين يعيشون
حياة زوجية مستقرة ومجموعة لم يتزوج أفرادها خلال تلك المرحلة العمرية، واكتشف العلماء أن فرص الوفاة في سن مبكرة في أوساط غير المتزوجين كانت أعلى ثلاث مرات مقارنة بغيرهم من المتزوجين، وأن الزواج يزود أصحابه بصحة عقلية ونفسية أفضل.
وتشير نتائج الدراسة وللمرة الأولى أن عدم ارتباط المرء بزوج أو زوجة خلال فترة منتصف العمر، التي تتراوح ما بين سن الأربعين وسن الستين، يزيد من مخاطر الوفاة خلال تلك المرحلة العمرية.
وتقول الدراسة إن بقاء المرء بلا زواج بعد سن الأربعين، أو فقدان شريك الحياة والبقاء من دون زواج يزيد من فرص الموت، ويحول دون وصول المرء إلى سن الستين.
كما كشفت الدراسة أنه حتى تصرفات المرء المتزوج الخطرة مثل التدخين وتعاطي المشروبات الكحولية لم تمنع من زيادة فرصة تخطي سن الستين بنسبة 2.3 مرة، مقارنة بغيره من غير المتزوجين.
وتقول المشرفة على الدراسة في قسم العلوم السلوكية بالمركز الطبي في جامعة دوك في ولاية نورث كارولينا د. إيلين سيغلر، أن مجمل الدراسة يقول بأن وجود شريك أو شريكة حياة خلال مرحلة منتصف العمر يمثل عامل وقاية وحماية للإنسان، وأن العزوبية أو عدم فقدان شريك العمر والركون إلى الوحدة يعني الموت المبكر، وقلة احتمالات تجاوز سن الستين.
وقالت أيضًا إن الأمر يتطلب إجراء مزيد من الدراسات العلمية عن تأثير العزلة والوحدة، لتفسير النتائج التي توصلت إليها الدراسة الأخيرة والتي تقول بأن الزواج واستمراره خلال تلك المرحلة العمرية يتربط ارتباطًا وثيقًا بتحسن فرص البقاء على قيد الحياة، وخاصة بالنسبة إلى الرجال.
وكانت الدراسة قد أجريت على عدد 4802 فرد، وقد بدأت الدراسة عندما كان هؤلاء في سن الأربعين، ثم خرجت نتائج الدراسة في أواخر فترة الخمسينات من أعمارهم.
وقد سجلت الدراسة مستويات الاستقرار والتغير في وضع الزواج والعزوبية خلال تلك الفترة، كما راقبت الدراسة تاثير السمات الشخصية خلال أواخر فترة مراهقة كل فرد فيهم ووضعه الاقتصادي والاجتماعي وعاداته الصحية لأخذها في الاعتبار في الدراسة.
وقد وصل معدلات الوفيات خلال فترة الدراسة إلى 238 فردًا من بينهم 32 امرأة. وكانت النسبة الأعلى في الوفيات في أوساط هولاء الذين لم يكونوا متزوجين خلال تلك المرحلة العمرية.
وتقول نتائج الدراسة إن نمط الحياة السيئ المتمثل في التدخين وتعاطي المشروبات الكحولية وعدم ممارسة التمرينات الرياضية، وغيرهم من العوامل، لم يكن لها تأثير كبير وملحوظ في نتائج الدراسة، ولم تخفض كثيرًا من فوائد الزواج.
وقد تم نشر نتائج هذه الدراسة على موقع الدورية العلمية المعروفة باسم "حوليات العلوم السلوكية"، على شبكة الإنترنت.
ويقول الخبراء في هذا المجال إن الزواج له تأثيره الإيجابي على نمط الحياة، وإن أطراف الزيجات السعيدة تميل إلى اتباع أنظمة غذائية أكثر صحية، وإن التمتع بصداقات كثيرة يشجع الأفراد على بذل المزيد في العناية بأنفسهم.
أما الحياة في عزلة دون رفيق أو ونيس فقد يكون له أكثر سلبية على حياة الإفراد خلال مرحلة منتصف العمر. وهناك دراسة ضخمة أجريت في سبع دول أوروبية تقول بأن المتزوجين يتمتعون بصحة عقلية ونفسيه أفضل من غير المتزوجين وأنهم أقل احتمالا للموت المبكر بنسبة 15 بالمئة مقارنة بغيرهم.
وهناك دراسة أميركية تشير إلى انعكاس ذلك أيضًا على صحة القلب، وأخرى سويدية تقول بأن الزواج خلال منتصف العمر يقى من الزهايمر في سن الشيخوخة، ودراسة ثالثة تقول بأن فرص نجاة المتزوجين من الإصابة بالسرطان أفضل مقارنة من غير المتزوجين أو المطلقين.