الشرطة تلاحق المخرج السينمائي نصر الدين السهيلي
تونس - أسماء سحبون
تلاحق الشرطة التونسية المخرج السينمائي نصر الدين السهيلي للقبض عليه بتهمة الاعتداء المادي على وزير الثقافة مهدي مبروك، وذلك على خلفيّة رشقه عشيّة الجمعة الماضي للوزير ببيضة على هامش اربعينيّة الفنان الراحل عزّوز الشنّاوي.
وعلمت "العرب اليوم
" ان الشرطة داهمت منزل السهيلي ومنزل عائلته وحقّقت مع والده واثنين من أشقّائه. ويصرّ وزير الثقافة مهدي مبروك على تتبّع السهيلي قضائيا متهما ايّاه بلكمه.
كما وجّه الوزير أصابع الاتهام لمصوّر صحفي صوّر الحادثة قائلا في تصريح له: لقد"لاحظت وجود مصور كان يسجّل كل ما حدث لينسحب بعد ذلك بسرعة، وساتتبع هذا الشخص قانونيا".
موقف الوزير يلاقي الكثير من النقد من قبل الاعلاميين والفنانين خاصة بعد اعتقال مصوّر الحادثة مراد المحرزي والتحقيق معه.
ويبدو ان الموقف مرشّح للتطوّر نحو تنظيم احتجاجات ضد الوزير وربّما تنظيم حملة للرشق بالبيض ضده.
الممثل أحمد امين بن سعّد الناطق الرسمي باسم حركة "خنقتونا" التي أسسها ويتزعمها السينمائي نصر الدين السهيلي- صاحب الفيلم القصير "شاق واق...فيلم حلال"- أوضح ل"العرب اليوم" ان "نصر الدين رشق وزير الثقافة ليس بصفته كفنان ومثقف غاضب من الوزير بل بصفته مناضلا وشابا محتجا يقود حركة تشارك في اعتصام "الرحيل" القائم امام مبنى المجلس الوطني التاسيسي بباردو، منذ اغتيال زعيم التيار الشعبي محمد البراهمي يوم 25 تموز/يوليو الماضي ،ومن مطالبه الأساسية رحيل الحكومة الحالية.
كما قال بن سعّد "نحن في حركة خنقتونا سنساند نصر الدين والحادثة لن تكون معزولة، سنواصل الحركة اما بذات الآلية التي اعتمدها نصر الدين اي الرشق بالبيض او باعتماد آليات أخرى، وما حدث ليس سوى بداية".
في المقابل تتزايد الانتقادات الحادة لموقف الوزير المتمسك بتتبع السهيلي قضائيا، ابرزها اتهام الوزير بالجهل، وهو ما جاء في موقف الفنان ياسر جرادي بقوله "اعلن تضامني التام مع المصور الصحفي مراد محرزي والمخرج نصر الدين سهيلي على خلفية رمي هذا الاخير وزير الثقافة ببيضة، واعتبر ان "هذا العمل هو عمل فني يندرج في ما يسمى "هابنينغ" happening ، وما تفاعل السيد الوزير مع ما جرى الا دليلا عن جهله بهذه الطريقة التعبيرية في ميدان الفنون، وهي طريقة كثيرة الاستعمال في الدول المتقدمة في مجال الاذواق.
وأضاف" مرة اخرى سيدي الوزير تفحمنا بضيق حيزك الذوقي ولكننا ماضون قدما نحو تحرير هذا البلد من اكبر اعدائه وهما: الجهل والذوق الرديء".