جانب من قطع "كنز ناريشكين"
موسكو ـ العرب اليوم
أصبح كنز الفضة الذي تم اكتشافه في مدينة سانت بطرسبورغ والذي يعود إلى العائلة الروسية الشهيرة في البلاط الروسي، عائلة ناريشكين اكتشاف العام 2012، ويرى الخبراء في هذا المجال أن كنز ناريشكين هو الكنز الأكبر في القرنين الماضيين. اكتشف هذا الكنز في
شهر آذار/ مارس الماضي، أثناء أعمال الترميم في القصر الأثري لعائلة ناريشكين، إذ عثر العمال عندما كانوا يغيرون الأرض الخشبية على فراغ لم يكن يظهر في مخطط البناء، وعندما رفعوا البلاط الخشبي وجدوا غرفة طولها متران بعرض متر ونصف امتلأت بالصناديق المغلقة والحزم القماشية، وفيها جميعا أدوات وأوعية فضية احتفظ بها بعناية كبيرة، تبين فيما بعد أن الغرفة احتوت 2168 قطعة فضية، جميعها بحالة ممتازة، رغم بقائها بحالة مغلقة ما يقارب 100 عام، حتى أن بعض القطع غلفت بجرائد أرخت في آب/ أغسطس عام 1917، وعدا طقم المطبخ الفضي تم العثور على مجوهرات وقطع للزينة وأوسمة وميداليات، والأهم طبعا عدد من مجموعات قطع المائدة الفاخرة لاستقبال الضيوف الكبار أثناء المأدبات والحفلات.
يقول الخبراء عن هذا الكنز أنه يمثل أعمال افضل فناني المجوهرات في ذلك الزمن سواء كانوا من الروس أو الأوروبيين عدا ذلك وجد أن بعض هذه القطع كان أقدم مما قدر لأول وهلة، ووجدت قطع تمثل ماركات أوروبية لم يكن لها موجودة من قبل في المتاحف الروسية، وجاءت المجموعة الجديدة في مكان المنافس لمجموعة طقم المطبخ الفضي في معهد موسسكو التاريخي، أو مجموعة غوهران، وليس مستغربا أن تكون بعض قطع هذه المجموعة فريدة من نوعها وذات أهمية لا في روسيا وحدها بل في العالم، كما تقول الخبيرة في مجال الفنون يفغينيا فورسيكافا " توجد في المجموعة على الأغلب قطع من نهاية القرن الثامن عشر، ما لم نكن نفكر به في البداية وبالتالي ستزداد قيمة هذه المجموعة أثناء عملية دراستها".
لا شك ان المجموعة ستعتبر ذات قيمة تاريخية حضارية، وستصبح ملكية حكومية، ولكن من الصعب تقييمها ماديا ما لم تنته دراستها وتصنيف قطعها، وقد قيم سموار واحدا منها بنصف مليون دولار، فإذا ما أخذ بعين الإعتبار اكتمال طواقمها، ومدى سلامة القطع فيها، وصاحبها ذو الشأن العالي في الدولة آنذاك لصار من الواضح أن الثمن سيقدر بمئات ملايين الدولارات، وهنا تجب الإشارة إلى أنه إذا ما اكتسبت المجموعة صفة الملك الحكومي اصبح من حق من وجدها ومن يمتلك القصر أن يحصل على نصف ثمنها، وشركة "إنتارسيا" التي تقوم بترميم القصر تعتبر مالكته، ولكن حسب ما قال مدير الشركة للعلاقات العامة ألكسندر نوفيكوف لا تهتم الشركة بهذا الأمر، فقد اقترح موظفوها أن تبقى المجموعة حيث وجدت بعد الانتهاء من جميع الاختبارات اللازمة، أي في قصر ناريشكين، كما قال نوفيكوف في حديث إلى إذاعة "صوت روسيا": "سيكون الأمر شيقا، لو بقيت المجموعة في القصر، فهي ستعطي صورة عن الناس الذين عاشوا فيه، والفكرة أن يفتتح في هذا القصر متحف تقليدي يستطيع الزوار مشاهدتها فيه دون قيود، وبذلك تكون الدولة قد أخذت على عاتقها حماية المجموعة الفنية".
وقد أبدى عدد من المتاحف الروسية استعداده لاستضافة المجموعة استضافة كاملة، ولا يمكن البت قس هذا القرار قبل سنتين أو ثلاث.