الشاعر أنور بومدين

أكد الشاعر الجزائري أنور بومدين في حديث لـ"المغرب اليوم"، أنه تذوق الشعر منذ أكله لأول حبة "شكولاته"، موضحًا أنّ موسيقى الشعر تبعث في داخله الفضول إلى السير نحوه حتى قبل أن يفقه معانيه وألفاظه، وبعد اكتسابه للرصيد اللغوي المتواضع، وبين أن بدأ يتحدى نفسه لينسج السحر الإبداعي مع الكلمات لأنها تجاوزت مرحلة الرضاعة.

ولفت بومدين إلى، أن الشعراء الذين وضعوا بصمتهم في كتابته الأدبية، شعراء الجاهلية عنترة بن شداد، أبو نواس، أبو الطيب المتنبي، وفي الشعر العصري الشاعرين محمود درويش ونزار قباني، إذ أن كلاً منهم كان سلطان عصره في غرض شعري ما، فنزار في "الغزل"، ودرويش في "الشعر التحرري"، وأبو نواس في "المجون"، والمتنبي في "الفخر"، مؤكدًا أن، "بهذا التأثر جمعت بين الأصالة والمعاصرة، بين الأدب الجاهلي وبين العصر الذهبي للأدب العربي (العصر العباسي)، وبين عصر التجديد، عصر الشعر الحر".

وأفاد الشاعر، أنه يعشق الجمال، ومغرم بالهدوء والطبيعة خصوصًا مسقط رأسه زدازة والتي يعتبرها صحن لطبق جمالي ملخص في طبيعتها التي سحرت وجدانه وأسرجت مشاعره، فأنجبت منه شاعرًا حسب شهادة كثير من الشعراء الفحول، مشيرًا إلى أنّ "زردازة رحم حرفي الأول في قصيدة بعنوان "الحب والتاريخ" وصفت من خلالها جمال المنطقة ومغنطة حسنها وأحداث وأساطير".

وعلى صعيد متصل تطرق بومدين إلى التفاصيل في الكتابة الأدبية مؤكدًا أن بداياته الأولى كان متأثرًا بقصائد غيره من الشعراء يأخذ حتى نظرتهم للحياة، إذ يكاد يتقمص شخصيتهم، ثم تأتي المرحلة الثانية حين يتميز الشاعر بنظرته للحياة للحزن، للجمال، للحب، وليس من المفروض أن يقتصر الشاعر على عالمه الخاص بأمنياته وتجاربه بل يتعدى ذلك إلى الشعور بالآخر، فليس من المؤكد أن يكتب الشاعر قصيدة عن حالته النفسية دائمًا إذ يستطيع أن يكتب عن حالة أيًا كان، لكن سيكون هذا حسب تأثره بالألم أو الفرح عند الطرف الأخر.

وذكر أن المواضيع التي يتطرق لها خلال كتابته الشعرية، تختلف حسب تأثر الشاعر بها، مبينًا أن أغلب الأحيان تكون متعلقة بأحلامه وأمنياته وتعبه وفرحه.