بغداد – نجلاء الطائي
حط الفنان التشكيلي العراقي المغترب أحمد ناجي رحاله في دائرة الفنون التشكيلية بعد غربة دامت أكثر من 15 عامًا.
وجاءت هذه العودة رغبة منه ليحتضن العراق فنّه التشكيلي, خصوصًا بعد أن فتح مدير عام دائرة الفنون التشكيلية الدكتور شفيق المهدي، أبواب الدعوة لاحتضان الفنان العراقي داخل وخارج العراق، وأن يحظى الفنان العراقي التشكيلي باهتمام ورعاية الفنون التشكيلية وتسليط الضوء الإعلامي على نتاجاته الفنية لتترجم بأربع لغات عالمية عن طريق التعاون مع شبكة الإعلام الدنماركية ليضمن إيصال نتاج الفنان العراقي إلى المتلقي العربي والأوروبي على حد سواء.
وقدّم الفنان أحمد ناجي تجربته الفنية المعروفة بـ"مشروع فكرة الإطار" لإكمال مسيرتها في العراق بعد أن افتتحت هذه التجربة في أكثر من سبع دول أتت أكلها بدراسات نفسية تحاكي نفسية الطفل، لكن آن الأوان ليكون للطفل العراقي الحصة من هذه الدراسة.
وبيّن الدكتور شفيق المهدي لـ"العرب اليوم" مدى إعجابه بهذه التجربة التي تعد دائرة الفنون التشكيلية المؤسسة الوحيدة المنفردة بتقدم دراسة خاصة حول "نفسية الطفل" عن طريق فن الإطار في حال لو نفّذ هذا المشروع الفني، وتعهّد بإجراء الترتيبات اللازمة لتهيئة الأجواء الملائمة لإكمال مشروع الإطار في العراق.
وأوضح الفنان أحمد ناجي في تصريح لـ"العرب اليوم"، حول أعماله الفنية: "كنت أنوي قبل عامين من الآن العودة إلى العراق وتقديم تجربتي لدراسة فن الإطار حين تعاملت مع أفكار الأطفال من خلال الإطار وكيفية محاكاة قوانين بيئته التي يعيش فيها لكن ترددت كثيرًا بالعودة حتى قررت فتح أبواب الحوار مع دائرة الفنون التشكيلية".
وأضاف: "وصلت أرض الوطن قبل ثلاثة أيام، وأول ما قمت بعمله زيارة دائرة الفنون التشكيلية, حيث صادف افتتاح معرض تشكيلي لفنانين عراقيين كان بعنوان حكاية الطين والنار, وزرت المتحف العراقي للفن الحديث وانبهرت بما هو موجود فيه من مقتنيات متحفية".
ويعد الفنان أحمد ناجي من الفنانين العراقيين الذين قدّموا الفن العراقي في أكثر من سبع دول وقدّم مشروع فكرة الإطار التي اعتمدت بإعطاء الأطفال دروسًا نحو رسم الإطار مع كتابة ما يدور من أفكار حول صورة الإطار المعروض أمامها ثم تقديم دراسة نحو هذه الأفكار ومدى اختلافها من بيئة إلى أخرى، كما قدّم الفنان ما يقارب أكثر من 30 معرضًا في كل دول العالم ما عدى العراق وأكثر من سبع مشاركات حول العالم دون أية مشاركة في العراق، وحصل على الجائزة الأولى بالنحت مع إقامة معرض دام لمدة عام كامل في ذكرى سقوط حائط برلين.
وانفرد ناجي بتقديم فن "اللحظة" غير المعادة جسّد فيها فكرة الانفجارات التي حصلت في العراق بسبب تردي الوضع الأمني واشتهر بتقديم عمله المعروف "أرواح تائهة"، وكان هذا العمل بالنسبة لسيرة الفنان هو الأكثر اشتهارًا في دول العالم، وخصوصًا الدول العربية لأنها حاكت معاناة الموت الجماعي الذي يحصل في العراق والدول العربية، لاسيما بعد أحداث "الربيع العربي".